إشراقة مظلمة
أرحني أيها الصمت....أزح عني هذا الفحيح الذي يسكن عمق الأذن،و احملني حيث لغة أخرى ،حيث الهمس لغة للاحتجاج كالصراخ،حيث الشدو لغة الحقيقة،و حيث المنطق و العقل ديدن هؤلاء الذين انتمي لقطيعهم و وانتمي لسياستهم. أول الهمس،صراخ الثقافة،و دوي الكلمة المطرزة بنداء عبد اللطيف العبي،صيحة في القربة المثقوبة بفعل التردي الممنهج،بفعل الانسلاخ عن المبدأ و عن الهدف، و لربما بفعل انفلات بوصلة المشي نحو الاتجاه الممكن المضيء في تراثنا، في إنتاج أدبائنا ، و في شموخ الأعلام إن كان لنا أعلام.و هو يصرخ، يلتفت سدنة المعابد الجدد نحو تاريخه المفتعل،و نحو شبه الحياة المغلقة التي عاشها بينهم في ذات حلم و كثير من السجون،لينفثوا السم الصبياني و يستبعدوا شظايا اللهب الذي تطاير من فحم ندائه.ذات الهمس يساءل الكثير من الأسماء في عالمنا الثقافي و الفني،لعلي لا أذكر منها سوى من عرفت سحناتهم عن حب أو عن قرب،عن شاعر باسم محمد الشيكي،فاز ذات فورة شعرية بجائزة مفدي زكريا،و عاد مزهوا يلوح بقصيدته مثل راية المنتصر،ليشيح الوطن عنه بوجه، و يندس بين فروض أبناءه الدراسية و شجو الأصدقاء الذين ينفخون فوق جمرة شعره