إشراقة مظلمة
أرحني أيها الصمت....أزح عني هذا الفحيح الذي يسكن عمق الأذن،و احملني حيث لغة أخرى ،حيث الهمس لغة للاحتجاج كالصراخ،حيث الشدو لغة الحقيقة،و حيث المنطق و العقل ديدن هؤلاء الذين انتمي لقطيعهم و وانتمي لسياستهم.
أول الهمس،صراخ الثقافة،و دوي الكلمة المطرزة بنداء عبد اللطيف العبي،صيحة في القربة المثقوبة بفعل التردي الممنهج،بفعل الانسلاخ عن المبدأ و عن الهدف، و لربما بفعل انفلات بوصلة المشي نحو الاتجاه الممكن المضيء في تراثنا، في إنتاج أدبائنا ، و في شموخ الأعلام إن كان لنا أعلام.و هو يصرخ، يلتفت سدنة المعابد الجدد نحو تاريخه المفتعل،و نحو شبه الحياة المغلقة التي عاشها بينهم في ذات حلم و كثير من السجون،لينفثوا السم الصبياني و يستبعدوا شظايا اللهب الذي تطاير من فحم ندائه.ذات الهمس يساءل الكثير من الأسماء في عالمنا الثقافي و الفني،لعلي لا أذكر منها سوى من عرفت سحناتهم عن حب أو عن قرب،عن شاعر باسم محمد الشيكي،فاز ذات فورة شعرية بجائزة مفدي زكريا،و عاد مزهوا يلوح بقصيدته مثل راية المنتصر،ليشيح الوطن عنه بوجه، و يندس بين فروض أبناءه الدراسية و شجو الأصدقاء الذين ينفخون فوق جمرة شعره كي لا تخبو.عن مسرحي اسمه شوقي حمداني نذر نفسه لعبث اسمه الخشبة، و ضل يسكنها و تسكنه،أبدع نصوصا مسرحية ، و صرخ رغبة في الإخراج و في العرض،كتب سيناريوهات، و عرض مشاريع، و لا زال يتآكل احتراقا كسيجارة رخيصة،عن فنان اسمه سعيد المغربي ألهب مدرجات الكليات ذات أحلام سبعينية، و ذات تحول جديد،ثم اختفى ، لا يغني شرقا و لا غربان يتفرج على لحن يحتضر و لا يسعفه بقطرات موسيقى. عن فنانة اسمها كريمة الصقلي، انتشلت صوت الأسطورة أسمهان من شرنقة العنكبوت بلمسة مغربية، و أنشدت المخملي من النظم العربي، احتفت بها المدن العربية و الأوروبية و الأمريكية، و استعاضوا عنها هنا بما يفرخ بتوابل العري و الغنج.
ثاني الهمس سياسة،و غبائي لا يجعلني افهم هذا الذي يحاك ضد المنطقي و ضد المتعارف عليه عالميا،لا افهم كيف يقوم الاعوجاج السياسي ببعث ذات الاعوجاج، و باستقواء ضبابية الهوية و النظرية على صفاء الأهداف النبيلة لأي نضال مجتمعي، يسعى لرفاه و سعادة أبناء المجتمع برمته، لا فئة منه ، يسعى لتكريس الجهل و التخلف، باستبعاد المثقفين كما بينا أعلاه، و بترسيخ مذاهب و سلوكات تقدس الأفراد و تشل الملكات و تعطل القوى الراغبة في دفع قاطرة تقدم هذا الوطن.لا أفهم كيف أنه بعد ما يقرب من أربعة عقود من استحواذ الوطنية الجغرافية،و من حشو عقولنا الصغيرة في المدارس، و إرهابنا في كل المناخ العام حين كبرنا، بفكرة أن الصحراء مغربية، و على حين غرة، يطل علينا في قنواتنا التلفزية سحنات مذيعين بدون طعم و بدون روح، ليخبرونا بأن سياسيينا يرغبون في التوصل مع أطراف النزاع لحل سياسي متوافق حوله لا غالب فيه و لا مغلوب...لا أفهم كيف يرفض سياسيينا مبدأ الاستفتاء حول الخيارات الممكنة جميعها، ضما نهائيا أو حكما ذاتيا أو انفصالا تاما لكيان قد يموت باستقلاله، لتمطط هذه القضية إلى ما لانهاية للبؤس المغربي الذي عانى من استمرارها و استمرار النزيف الذي تمارسه على ربوع الوطن....لا أفهم كيف تحاور الدولة مواطنين احتجوا نزوحا، بروح انفصالية، و راية ابتزاز مكشوفة،و لا هم للدولة سوى انتزاع الموقف بأنه احتجاج لا انفصال،دون أن تعي بان الذين يتواجدون بعيدا عن ساحة المعركة بالصحراء،يعيشون نفس البطالة و نفس تدهور السكن و المعيشة، و بأنهم من حقهم النزوح احتجاجا لا انفصالا أيضا،لكل مدينة مخيمها،و للوطن شبيهه المحتج....فهل ستحاور الدولة كل المدن؟؟
ثالث الهمس ذاتي...تسكنني الأسئلة المقلقة...تشطرني بين تاريخي الموبوء و أفقي المشرق.
أول الهمس،صراخ الثقافة،و دوي الكلمة المطرزة بنداء عبد اللطيف العبي،صيحة في القربة المثقوبة بفعل التردي الممنهج،بفعل الانسلاخ عن المبدأ و عن الهدف، و لربما بفعل انفلات بوصلة المشي نحو الاتجاه الممكن المضيء في تراثنا، في إنتاج أدبائنا ، و في شموخ الأعلام إن كان لنا أعلام.و هو يصرخ، يلتفت سدنة المعابد الجدد نحو تاريخه المفتعل،و نحو شبه الحياة المغلقة التي عاشها بينهم في ذات حلم و كثير من السجون،لينفثوا السم الصبياني و يستبعدوا شظايا اللهب الذي تطاير من فحم ندائه.ذات الهمس يساءل الكثير من الأسماء في عالمنا الثقافي و الفني،لعلي لا أذكر منها سوى من عرفت سحناتهم عن حب أو عن قرب،عن شاعر باسم محمد الشيكي،فاز ذات فورة شعرية بجائزة مفدي زكريا،و عاد مزهوا يلوح بقصيدته مثل راية المنتصر،ليشيح الوطن عنه بوجه، و يندس بين فروض أبناءه الدراسية و شجو الأصدقاء الذين ينفخون فوق جمرة شعره كي لا تخبو.عن مسرحي اسمه شوقي حمداني نذر نفسه لعبث اسمه الخشبة، و ضل يسكنها و تسكنه،أبدع نصوصا مسرحية ، و صرخ رغبة في الإخراج و في العرض،كتب سيناريوهات، و عرض مشاريع، و لا زال يتآكل احتراقا كسيجارة رخيصة،عن فنان اسمه سعيد المغربي ألهب مدرجات الكليات ذات أحلام سبعينية، و ذات تحول جديد،ثم اختفى ، لا يغني شرقا و لا غربان يتفرج على لحن يحتضر و لا يسعفه بقطرات موسيقى. عن فنانة اسمها كريمة الصقلي، انتشلت صوت الأسطورة أسمهان من شرنقة العنكبوت بلمسة مغربية، و أنشدت المخملي من النظم العربي، احتفت بها المدن العربية و الأوروبية و الأمريكية، و استعاضوا عنها هنا بما يفرخ بتوابل العري و الغنج.
ثاني الهمس سياسة،و غبائي لا يجعلني افهم هذا الذي يحاك ضد المنطقي و ضد المتعارف عليه عالميا،لا افهم كيف يقوم الاعوجاج السياسي ببعث ذات الاعوجاج، و باستقواء ضبابية الهوية و النظرية على صفاء الأهداف النبيلة لأي نضال مجتمعي، يسعى لرفاه و سعادة أبناء المجتمع برمته، لا فئة منه ، يسعى لتكريس الجهل و التخلف، باستبعاد المثقفين كما بينا أعلاه، و بترسيخ مذاهب و سلوكات تقدس الأفراد و تشل الملكات و تعطل القوى الراغبة في دفع قاطرة تقدم هذا الوطن.لا أفهم كيف أنه بعد ما يقرب من أربعة عقود من استحواذ الوطنية الجغرافية،و من حشو عقولنا الصغيرة في المدارس، و إرهابنا في كل المناخ العام حين كبرنا، بفكرة أن الصحراء مغربية، و على حين غرة، يطل علينا في قنواتنا التلفزية سحنات مذيعين بدون طعم و بدون روح، ليخبرونا بأن سياسيينا يرغبون في التوصل مع أطراف النزاع لحل سياسي متوافق حوله لا غالب فيه و لا مغلوب...لا أفهم كيف يرفض سياسيينا مبدأ الاستفتاء حول الخيارات الممكنة جميعها، ضما نهائيا أو حكما ذاتيا أو انفصالا تاما لكيان قد يموت باستقلاله، لتمطط هذه القضية إلى ما لانهاية للبؤس المغربي الذي عانى من استمرارها و استمرار النزيف الذي تمارسه على ربوع الوطن....لا أفهم كيف تحاور الدولة مواطنين احتجوا نزوحا، بروح انفصالية، و راية ابتزاز مكشوفة،و لا هم للدولة سوى انتزاع الموقف بأنه احتجاج لا انفصال،دون أن تعي بان الذين يتواجدون بعيدا عن ساحة المعركة بالصحراء،يعيشون نفس البطالة و نفس تدهور السكن و المعيشة، و بأنهم من حقهم النزوح احتجاجا لا انفصالا أيضا،لكل مدينة مخيمها،و للوطن شبيهه المحتج....فهل ستحاور الدولة كل المدن؟؟
ثالث الهمس ذاتي...تسكنني الأسئلة المقلقة...تشطرني بين تاريخي الموبوء و أفقي المشرق.
تعليقات
إرسال تعليق