الكتابة كفعل غبي.

ما الذي يجعل من إنسان كاتبا؟ أو بالأحرى ما الذي يجعل من فرد يكتب ،شيئا ما،قصة أو رواية أو شعرا، أو تحليلا فكريا و سياسيا،كاتبا؟ تطبع باسمه دعوات أنيقة و عالية التصفيف، و تنضط لأجله قاعة جميلة و ميكروفونات، و مضيفات يتكلمن نفس اللغة التي يكتب بها؟
لا شيئ....حلم بأن يصبح مخرجا سينمائيا،راسل معهد للدراسات السينمائية في فرنسا الذي رد عليه في رسالة مطولة بأن عليه الحصول على دبلوم في الدراسات العامة،قبل التوجه للتسجيل بذات المعهد،و هكذا قرر التحدي بامتلاك اللغة و الكتابة....يعترف بأنه كان بدون وعي سياسي، الذي ربما هو به الآن.....كتب عن الملك ، عن حبه للملك و حلمه بتقبيل يد الملك و الغريب أنه سحب هذا الحلم و هذا الحب على مجموع جيله، و على مجموع المغاربة قاطبة:كل الشباب في سني و كل المغاربة كانوا يحلمون بلقاء الملك و تقبيل يديه و الاستفادة من البركة التي تشع من جلالته.....
القاعة الغاصة بقراء الكاتب لا تختلف عنه في شيء،معظم الحضور من الفتيات اللواتي يشبهنه، و يؤمن بحلمه و طموحه،فقط ربما أغلب الحضور ينتمي للمدارس الفرنسية التي ينتقدها و التي ربما شكلت بالنسبة له واجهة للتحدي، لأنه يعترف بأصوله المنتمية للمدرسة العمومية،و يجلدها.
يلقبونه بالمناضل لأنه استطاع أن يفرض احترام الآخر لمثليثه،لربما هذا النضال ما جر الحضور الغفير للقاعة و ليس ما يدونه من بلاهة في إصداراته...
الكتابة حين لا تكون حفرا في صخر الواقع و إعادة تركيب لنوازع تتجاذب الكاتب و محيطه ، خارج التوصيفات الجسدية و الميولات الجنسية،تصبح اجترارا للغة ليس بمقترفها بالضرورة كاتب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همس في أذن جثة متعفنة

لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant

الصورة كإنجاز دبلوماسي وسياسي

السفارة في العمارة

الإستخفاف الموجب للمقاطعة

إرهاب العارف....في منع مشارف

بعد رصيف القيامة، قارعة الطريق ، للشاعر عدنان ياسين، تفاعلا مع 20 فبراير