رسالة مفتوحة للصديق محمد البشير الزناكي:لماذا يجب النزول للشارع يوم الأحد 20 فبراير 2011
توصلت في بريدي الالكتروني برسالة تدعوني،ضمن دعوة جماعية،لعدم المشاركة في الحلم/الاحتجاج الذي دعى له شباب الذي أصبح يعرف بحركة العشرين من فبراير.
لم أستغرب الدعوة، لأن صداقتنا التي امتدت لسنوات طويلة،سمحت لنا بمعرفة آراء الآخر منا،و فهمت أو تفهمت اعتراضك على الدعوة للنزول الى الشارع،انطلاقا ربما من قرائتك لسيرورة الاصلاحات التي تعرفها البلاد،و ربما لتفهمك لما سميته الخصوصية التي يتمتع بها المغرب،و لتخوفك أساسا على الآفاق التي قد تنفتح عليها هذه المبادرات....
لم أستهجن الدعوة كذلك، لأنني على يقين أنها صادرة عن إنسان أفنى زهرة شبابه من أجل هذا المنشود بالذات،في عصور كان النبس ببنت شفة معترضة تؤدي بصاحبها لغياهب السجون، و هو ما ذقته رفقة رفاقك و أصدقائك،كما لم أستهجنها لأنها بنيت عن تحليل ، قد أختلف معه،لكنه يبقى رصينا،و مسؤولا و نابعا عن نية صادقة و مناظلة....
عكس الكثير من الدعوات المشبوهة، التي تسربلت بالكثير من التهديد و الوعيد، و كم لا بأس به من الشتيمة و البداءة......
لكنني مع كل هذا، قررت الخروج للتضامن و الاحتجاج بمعية شباب العشرين فبراير،لأنني أعتقد أن البلد يحتاج لرجة مثل هذه، تعيد الاعتبار لصوت الشعب في إرساء و تسريع وثيرة ذات الإصلاحات التي تحدثت عنها في رسالتك الجميلة.
صحيح أننا محمولون برياح الهبات التي غمرت العديد من الدول العربية، و انتصار الثوراث في كل من تونس و مصر ،و هي على كل حال رياح محمودة، و الوقائع تستلزمها دعامات،لكني ايضا مستاء من هذا الذي يقع في البلد،مستاء من تعطيل تفعيل توصيات الإنصاف و المصالحة التي كنتم أول ضحاياها (ضحايا التعطيل)، مستاء من التلاعب بالقضاء و قد عشت معي أطوار المهزلة التي أصبحت تعرف بزنوبة، و عشت مهزلة اعتقال المعتصم ، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية، في تسخير هزلي للقضاء أو إطلاق سراحه دون تفعيل لأي مسطرة قضائية، في تسخير ثان لذات القضاء،سئمت حديث الأجهزة الأمنية و الإستخباراتية،التي تشرب نخب اللهو على صراعات يذهب ضحيتها المواطنون،سئمت تقبيل الأيادي في شاشات التلفاز، و أخبار التدشينات. سئمت غلاء الأسعار، و حجب الإعلام ، و مظاهرات المعطلين التي أصبحت شعاراتها سمجة و غير ذات معنى، لكنها تؤشر على تلاعب كبير بمصالح المواطنين من طرف من فوضت لهم مسؤولية الانتباه لذات المصالح،سئمت كذلك لعبة الإنتخابات التي عايشت منها الكثير من المحطات، و لا زالت دار لقمان على حالها،سئمت التكفل بمصاريف علاج بواب العمارة، و إبن الجار و غيرهم ممن لا تغطية صحية لهم، و سئمت النظر لإمرأة تتبضع حبة طماطم واحدة، و قليل من الجزر، و تنظر شزرا لفتات اللحم الذي لا تستطيع اقتناءه......
في الأخير، كما أحفظ لك حق النية الصادقة و المواطنة الفاعلة، أحفظ للأصدقاء في الإتلاف الذي دعم المبادرة،في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان،و في كل الذين ساندوا مبادرة الأحد 20 فبراير 2011 ،حبهم لهذا الوطن و سعيهم لرفاه أبناءه و تقدمه،و استماتتهم من أجل ذلك....
لهذه الأسباب سأنزل للشارع يوم الأحد......
تعليقات
إرسال تعليق