بؤس الصحافة: سمبريرو العالمي وكاغيد الأحداث المغربية

ذاع خبر اعتراض الحرس الاسباني لليخت الملكي في عرض مياه مدينتي سبتة ومليلية، المغربيتان جغرافيا، والاسبانيتان ادارة وسياسة، وذلك في نهاية الاسبوع الفارط، أي ليلة السبت والأحد....
في ذات نهاية الأسبوع، نقل الخبر في المواقع الالكترونية، كل موقع بطريقته، حسب درجة جرأته ومعارضته وولاءه، وانتشر الخبر أيضا في شبكات التواصل الاجتماعية، بين متهكم ومستهزئ وناقم وغاضب ومتعاطف....
الإثنين صباحا، جل الجرائد الورقية نشرت الخبر، طبعا بالاحتياطات اللازمة والمحددة لها سلفا في هذه الكذبة التي تسمى حرية التعبير.... منهم من اورد خبر الاعتذار الاسباني سابقا على خبر الاعتراض الذي كان ضحيته الملك، ومنهم من اعتبر رد المغرب، بفتح انبوب الهجرة نحو الضفة الأخرى على مصراعيه، ردا حازما وقويا، رغم أنه يكتنف الكثير من البلطجة وتربية الشوارع....
جريدة الأحداث المغربية هي الوحيدة من بين كل جرائد العالم، التي انفردت بعدم نشر الخبر، وهو انفراد يحسب لها، على اعتبار تقديرها أن الخبر لا يستحق النشر....
كان يمكن احترام هذا التوجه لهذه الجريدة، لولا أنها لم تطلع لنا صباح هذا اليوم، الثلاثاء 27 غشت، بافتتاحية غير موقعة في صفحتها الأولى، تكيل فيها السباب والشتم للصحفي سمبريرو، وتجرده من صفته الصحفية دون أن تنسب إليه مهنة أخرى، فقط لأن سمبريرو هو من كان وراء نشر الخبر في الجريدة التي يشتغل بها، إلموندو...
في جانب الافتتاحية، على يمينها بالضبط، زاوية صغيرة تحمل من الأسماء، من صميم الاحداث، تربط فيها بين واقعة زيارة الملك خوان كارلوس وتفجير قضية دانيال كالفان، وزيارة ابنه فيليبي وتفجير قضية اعتراض اليخت الملكي... مع أن المغاربة جميعهم يعرفون أن قضية كالفان تفجرت على يد رئيس الدولة نفسه، أي الملك،  الذي منح العفو للبيدوفيلي، واعترف عبر بيانات عديدة صدرت عن القصر بهذا الخطأ، ولم ينسبها إلى أي جهة، بل كان من ضحايها المندوب العام للسجون الذي أقيل من منصبه، ومن آثارها الايجابية، اعادة النظر في قانون العفو الملكي.... ربط زيارة الملك فيليبي بواقعة اعتراض اليخت الملكي هو الذي يبطن نيئة سيئة تريد هدم ما يبنى الآن من تمثين للعلاقات بين البلدين....
في الصفحة الأخيرة، أسفل العامود الرسمي للسيد مدير النشر يعيب على الصحفيين نقلهم عن سمبريرو خبر هذا لاعتراض، مع أن صحافيي العالم كلهم نقلوا عنه الخبر، بل مجلات فرنسية كانت محظوظة عند القصر، نقلت الخبر بعنوان بذيئ جدا حول الملك....
ليس دفاعا عن سمبريرو، ولا فرحا في اعتراض اليخت الملكي، لكن فقط محاولة لفهم هذا التوجه المسربل بقيئ الانبطاح وبنزع السروال إلى ما دون الحد المسموح به للتغوط الذي سارت عليه هذه الجريدة.... في نبرة استعلاء وتقديم الدروس، ليس في مجال الصحافة والوطنية، بل في قسم الانبطاح والتملق، ولم لا جر الرأي العام نحو المزيد من اليأس والاستسلام....
لست صحفيا ولا أريد أن أكون كذلك، لكن احتكاكي بعالم الكتابة الموبوء هذا، علمني أن أميز بين الخبر وما دون الخبر....
الخبر هو أن الحرس البحري توجه نحو اليخت الملكي، لأن أفراد الحرس ليسوا ملائكة ولا عرافين، ولم يكونوا يعلمون بتواجد الملك في ذلك اليخت.... الجزء الاول من الخبر هو التوجه نحو اليخت...
الحرس الاسباني وهم يقفون أمام اليخت، طلبوا الوثائق التعريفية للركاب وللآليات، وهذه مهمتهم القانونية.... الجزء الثاني من الخبر، هو طلب الوثائق....
الملك عرف بنفسه، وهو جزء ثالث من الخبر، والملك اجرى اتصالا مع نظيره وصديقه الاسباني، وهو جزء رابع من الخبر، والملك الاسباني نقل الخبر إلى وزير الداخلية الاسباني الذي اوفد ضابطا كبيرا بسبتة ليقدم اعتذاره للملك، وهذا جزء أخير من الخبر....
عدم نشر كل هذا مفهوم، وفي أقصى حد يحترم، لكن أن يتم انتقاد المشهد الصحفي الوطني بكامله والعالمي في مجمله، لأنهم نشروا الخبر فهذا هو ما يجب ليس ادانته فقط بل ربما، وليعذرني القراء وبعض الاصدقاء في هذه الجريدة، التبول عليه...
يبقى سمبيريرو صحفي وصحفي عالمي، يعتبره الكثير من مراكز القرار الاوروبي، وحتى جهات عليا مغربية، مرجعا محترما... يكفي أن الملك بنفسه مكنه من حوار صحفي معه، وهو المقل في حواراته، وذلك في سنة 2005 بقصره في ورزازات....
نسمي في المغرب جريدة الاحداث المغربية، بالكاغيد.....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همس في أذن جثة متعفنة

لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant

الصورة كإنجاز دبلوماسي وسياسي

السفارة في العمارة

الإستخفاف الموجب للمقاطعة

إرهاب العارف....في منع مشارف

بعد رصيف القيامة، قارعة الطريق ، للشاعر عدنان ياسين، تفاعلا مع 20 فبراير