سنفتقدك يا ماروخا
أعلن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري ، اليوم الخميس، أن الحكومة المغربية تعتبر أن الظرف أضحى يستدعى إعادة تقييم مجمل العلاقات المغربية الإسبانية في جميع الميادين.مقتطف من قصاصة وكالة الأنباء المغربية.
و لأنني مواطن شبه صالح،أستيقظ صباحا و أحرص على تتبع نشرة الأخبار الأولى،رغم أنها إعادة مكرورة لما بقي من أخبار الأمس،ابتهج بسماع النشيد الوطني،و لو أنني لا أفهم معنى هواك ثار نور و نار ،أطالع أحوال الطقس في الجرائد الوطنية،و ما تخبئه لي الأبراج في المواقع الدولية،أتمنطق بحزام السلامة في سيارتي، و أرضح لأدنى حركة تصدر عن شرطي المرور،أتفادى دخول مخافر الشرطة و لا أشارك في أي حزب سياسي،رغم أن بعض المسؤولين حاولوا مرارا إقناعي بأن السياسة لم تعد بعبعا في البلد، و أنه من الضروري الانخراط في إحدى الدكاكين تأكيدا لمواطنتي...
لكل هذا قررت إعلان حالة الطوارئ في المنزل،استعدادا لتنفيذ قرار الحكومة المغربية بإعادة النظر في مجمل العلاقات مع إسبانيا...
لا أتابع مباريات كرة القدم كثيرا،و رغم ذلك قررت أن لا ابدي اهتماما بنتائج المباريات التي تجمع بين الريال مدريد و البارصا،و حمدت الله بكرة و أصيلا و أنا اقف على جهلي التام باللغة الاسبانية،فدون هذا الجهل كنت سأتورط في مشاهدة برامج و أفلام على قنوات هذه الدولة،و كان من الصعب أن ألبي للحكومة رغبتها في إعادة النظر في مجمل علاقتها مع إسبانيا.
فتحت صندوق الثلاجة،قذفت ببقايا علبة الماروخا في القمامة،كنت أعتبرها من بين أنبل ما قامت به الصناعة الغذائية الاسبانية،شكولاتة بطعم الجوز و بثمن في متناول الجميع،لم يستطع أي صنف من الشكولاتة الذي أنتجته الصناعة الغذائية الوطنية في منافسته و إنزاله عن عرش الاكثر استهلاكا، و هو الصنف الوحيد الذي يباع بالتقسيط عند بقالات الحارات،فبدرهم واحد يمكنك أن تتذوق هذه الشكولاتة اللذيذة....تأسفت لأن الواجب الوطني يرغمني على إعادة النظر في استهلاك الماروخا.
في المطبخ دائما،قررت أن لا أعيد شراء علب التون الاسبانية،لا زال بالرف القليل من مخزون هذه العلب،لكنني لم أجرأ على القذف بها في صندوق القمامة،قراري هذا صادف تحليلا لأحد الأصدقاء تطرق فيه لسبب غلاء التون المغربي بالمقارنة مع شبيهه الاسباني و الأروبي بشكل خاص،رغم أن بلادنا، و للأسف الشديد،تتمتع بشواطئ كبيرة و بالتالي بمحصول جد وفير من هذا النوع من السمك،فحسب هذا الصديق و العهدة عليه، و مستعد لمد المتضرر من هذه المعلومة بإسمه إن فكر في مقاضاته،فإن التون الاسباني و الأوروبي و الياباني يخضع لعملية استخلاص الفيتامينات و البروتينات و غيرها من المكونات الايجابية،و ما يعلبونه على شكل تون هو اقرب منه للإسفنج الفارغ من أي محتوى،بينما التون الوطني،و بفعل الفقر التكنولوجي لا غير، يحتفظ بكل مكوناته ....ربما في إعادة النظر في علاقتي بالتون الاسباني ، تشجيع لاستهلاك المنتوج الوطني الغني بما أفقر منه الأول.
ورق التواليت،أغطية للنوم، احذية و شباشب،معكرونة و زبدة، عصير ليمون و أدوية،فكرت كثيرا قبل التخلص منها....و لم أتخلص منها،بل قطعت وعدا أن لا اعيد شرائها، فرغم حبي لوطني و الحكومة التي تديره بسوء، إلا أنه لا ضمانة لي بأن اعوض في مقابل المخزون الذي اتوفر عليه بالمنزل.
بالمقابل،قررت استدعاء أفراد عائلتي الذين يشتغلون في الحقول و المصانع الاسبانية،خاصة أولائك الذين لم يعودوا جراء الأزمة الاقتصادية ،كما طلبت من الآخرين، بالبلدان الأروبية الأخرى، ان لا يمروا بإسبانيا ، خلال رحلة عودتهم للوطن،أن يتحملوا فارق سعر وسائل النقل، في تنفيذ لقرار حكومتنا بإعادة النظر في مجمل العلاقات مع إسبانيا.
أنتظر من الحكومة أن تحذو حذوي،و أن تنفذ ما قررته هي بنفسها، و أن تطرد المستثمرين الاسبان من البلد، و تطرد اسطول الاسبان من سواحل البلد،و ترسل صادراتها للدول الأخرى عبر نفس الطريق الذي سيسلكونه أفراد عائلتي و هم عائدون للوطن،قد يكون هذا إعجازا ربما....لكن اعضاء الحكومة يستطيعون التخلي عن منتجعاتهم بإسبانيا،و منع نساءهم من التسوق بمولاتها ، و ابناءهم من الدراسة بجامعاتها.....
تدوينة شيقة حقا ... رغم ان النوم كاد ان يهزمني الا اني لم استطع النهوض حتى اكمالها
ردحذفاعجبني السرد كثيرا وراقني الاسلوب ففيه من التشويق ما يكفي
جميل جدا
اول اطلالة ولن تكون الاخرة
سلام