جثو بباب خيمة لقاء لا يعني الشعب



يكاد ينصرم الأسبوع،دون أن يحدث اللقاء المرتقب بين أحزاب المعارضة البرلمانية و الملك،على اعتبار أنه كان له لقاءا سابقا مع أحزاب الأغلبية ،تمحور حول أداء هذه الأخيرة فيما يخص ملف الصحراء.
لم يكن هناك بلاغ رسمي حول اللقاء، لا من جانب وزارة القصور و التشريفات و الأوسمة،و لا من جانب الناطق الرسمي بإسم القصر الملكي، إن كان لهذا المنصب وجودا و لا من طرف وكالة المغرب العربي للأنباء.....صدر الخبر في جرائد وطنية مستقلة،أو بالتدقيق ليس لها ارتباط حزبي...أي أن الخبر لم يصدر في جرائد ناطقة بحال من أحول حزب ما...
ما تسرب من اللقاء لا يفيد المتتبع في شيء،هناك أولا اللقاء، اي الملك بالأحزاب، و هناك الموضوع و هو النزاع في المناطق الجنوبية من الوطن و هناك الجو العام و هو غضب الملك و سلبية القيادات الحزبية الحاضرة لذات اللقاء...
هناك أيضا إجماع شبه تام على عدم تسريب فحوى اللقاء .....
تكفينا ربما هذه العناصر للتأمل في شكل تدبير القضايا المصيرية التي تهم البلاد، و في علاقة النخبة الحاكمة بالقطيع المحكوم ....
لن تسعفنا سوى لعبة التخمين،لنستكشف ما يمكن أن يدور في اجتماع مثل هذا،مسلحين بالخبر اليتيم الذي بين أيدينا، و هو أن الملك كان غاضبا،أو كما يقول الكتبة، صب جام غضبه، على قيادات الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية،موضوع الغضب هذا كان ، حسب الذين أوردوا الخبر،حول أداء الأحزاب السياسية فيما يخص القضية الوطنية...
نتريث قليلا ، قبل الانسياق وراء هذا التبرير،متسلحين بتاريخ اشتغال هذه الأحزاب على ذات القضية، و نستنتج بأنه لم يكن لها منذ الأزل وقع على تدبير هذا النزاع، و بأنه كان دائما و لا زال حكرا على أجهزة الدولة النافذة،و اهتماما خاصا للقصر الملكي الذي لم يكن يسمح لأي كان بالإدلاء بالرأي حول الموضوع بشكل عام فما بالك بقصة التدبير....
مما يجعلنا لا نصدق أن الملك كان غاضبا لضعف أداء هذه الأحزاب في هذه القضية، لأن هذا الضعف كان دائما مطلب القصر و رغبة الأحزاب.
قد يكون الغضب الملكي ربما مرده تسويق خطاب مسؤولية الدولة ، و على رأسها القصر الملكي،في ما آلت إليه قضية الصحراء، و إحساس لدى الرأي العام بأن الاستفراد بتدبير هذا الملف هو ما أوصل به لهذا المستوى،هذا الخطاب الذي تسلل حتى للصحافة الحزبية المشاركة في الحكومة، و كأنها بهذا، و دون وعي منها، تريد تبرئة ساحتها من وضع لم تشرك في صنعه، و لأن المسؤولية كجمرة نار، لا بد لها من مستقر، كان من الضروري أن تضع هذه الجمرة في حضن القصر الملكي،الذي فطن لخطورة الخطاب، و كان من الضروري أن يستدعي اصحابه (أي الخطاب) و يصب جام غضبه عليهم.....
قد يكون الغضب الملكي شيء آخر غير هذا الذي نخمنه، و مع ذلك نورد الملاحظات التالية:
كانت الأحزاب تشتكي دائما من ابعادها عن القرارات الكبرى الخاصة بملف الصحراء، و من التعامل الازدرائي الذي كانت تعامل به،و الذي استمر لليوم،حتى أن قرار تفكيك المخيم فاجأهم كما فاجئ الرأي العام الوطني و الصحراوي،هو ذات التعامل و الازدراء الذي تعاملت به مع الرأي العام و هي تعقد لقاءا مع الملك حول هذا الملف.فقد اصر الجميع على التكتم حول فحواه،مما يطلق العنان للكثير من التأويلات السيئة.....
هل سيكون لقاء للملك مع المعارضة؟؟؟ ليس هناك ما يؤكد أو ينفي هذا،هل سيكون الملك عادلا، و يصب نفس الغضب على أحزاب المعارضة؟؟؟ أم سينخرط في منطق السياسة الذي يقضي بالتناقض،فإن غضب من الأغلبية يلزمه الفرح مع المعارضة و العكس صحيح أيضا....
إنها مجرد تخمينات في لقاء قرر أصحابه أنه لا يخص الشعب....



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همس في أذن جثة متعفنة

لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant

الصورة كإنجاز دبلوماسي وسياسي

السفارة في العمارة

الإستخفاف الموجب للمقاطعة

إرهاب العارف....في منع مشارف

بعد رصيف القيامة، قارعة الطريق ، للشاعر عدنان ياسين، تفاعلا مع 20 فبراير