المشاركات

مع الرياضيات

صورة
للرياضيات سحر خاص،في تتبع لمسار نشوء هذه العلوم، تتبدى عبقرية الإنسان و جنونه،أن يكتشف و يختلق مفاهيم مجردة لإستعاب نواميس هذا الكون العجيب،بما يجعل منه مجموعة معادلات و تراكيب،يتناغم فيها الجذر بالأس بالقواسم المشتركة و بالتطورات الامنتهية و الخطية.... كنت في نهاية الطور الإعدادي من تعليمي العمومي،حيث يفترض علي التلميذ أن يختار نوع الدراسة التي يزعم إتباعها،و كنا نخير بين الشعب العلمية،و التي تُدرس فيها الرياضيات و العلوم الطبيعية و الفيزياء بشكل أساسي، مع القليل من المواد ذات النكهة الأدبية،اللغة العربية أساسا، و الاجتماعيات و الفلسفة و التربية الإسلامية، و بين الشعب الأدبية التي كانت تدرس نفس المواد تقريبا لكن بقلب واضح لمعامل الاهتمام، إذ كانت اللغة العربية و آدابها و الفلسفة و الاجتماعيات هي محور هذه الشعب... اخترت شعبة الآداب، ليس لحبي لها و ضلوعي في موادها بقدر ما كان هروبا من الرياضيات و الفيزياء... في السنة الأولى ثانوي، يتم إقرار اختيار ثاني، يوجه أصحاب شعبة الآداب للآداب الإنجليزية،أو العصرية أو يفتح لهم المجال لانعراج نحو العلوم الاقتصادية....و لأصحاب العلوم، نحو العلوم

شرود في ذهب مسروق

صورة
لم يسبق لي أن زرت جمهورية مصر العربية،رغم أنني دعيت لذلك من داخل المغرب، و تلقيت دعوات من أصدقاء مصريين، تجار رخام و مثقفين ،تجمعني بهم علاقات مختلفة، كل فئة في مجالها....كنت أتذرع كثيرا بقلة الحاجة، و أن السياحة خارج المغرب ترف   معنوي، على اعتبار أنني يجب أن أتعرف أولا على هذا البلد الذي ابتلينا به و أبتلي بنا، ثم تأتي بعد ذلك البلدان حسب الترتيب الإيديولوجي المتحكم في ذهني لحظتها،إذ كنت أفكر زيارة موسكو و كييف حين كنت ستالينيا، و بيكين حين تحولت من الستالينية للماوية،ثم بعدها مصر و سوريا بعد أن انتقلت للناصرية و البعثية....أما الآن فلأني عبثيا أكثر مني بعثيا فإنني أفضل زيارة مولاي بوسلهام و جامع الفنا و حلمي الكبير أن أذهب لزاكورة..... كنت أعتبر السياحة خارج المغرب، ترف مادي أيضا، رغم أن السائرون بشكل مكوكي بين المغرب و مصر من المغاربة، و الأصدقاء المصريين، كانوا يؤكدون لي أن مستوى العيش ببلاد الكنانة منخفض بشكل ملفت للانتباه،و أن السفر لهناك لن يكلف ربما مصاريف العيش العادية هنا.....كان صديق لي مهووس بالحساب، يشرح لي كيف يمكنني أن أقضي اليوم بكامله بأقل من سبعة دراهم مصاريف الأك

الدون البيغ.....وحدك من يجلس فوقه

صورة
حين استمعت لأغنية الخاسر،أو من يطلق على نفسه اسم الدون بيك،المسمى قيد حياته المدنية العادية، توفيق حازب،شعرت بالكثير من الغضب و الاشمئزاز،لأن هذا الصرير المنبعث من حاسوبي يسمى في هذه البلاد غناءا،و يطلق على هذا الغناء فن الراب،و ينعت صاحبه بملك الراب في ذات البلاد.... بعد يومين طالعت بجريدة الأحداث المغربية في عددها 4323 الصادر بتاريخ 11 ابريل 2011،و في صفحتها الأخيرة، مقال صغير يشيد بالأغنية،و يعتبرها فتحا في حقل الراب المغربي، بل و تتوج ذات "الغليظ" ملكا على الراب في هذه البلاد....في زاوية أخرى من ذات الصفحة،والتي تأخذ عنوان ملحوظة لا علاقة لها بما سبق، لعمود الصحفي ،في الواجهة لمختار الغزيوي،ما مفاده نفس الرأي، الإشادة بالأغنية و بالموقف ألا أدري المعبر عنه فيها... ليس مطلوبا من الفنان أن يصطف بالضرورة لجانب سياسي دون آخر، و لا مطلوبا منه أن يكون بالضرورة ثوريا،و لا حتى إصلاحيا،لكنه بالضرورة مرآة فئة اجتماعية ما،تعبير فني على مواقف سياسية لفئة من هذا الوطن،لجهة من جهاته "السياسية".... الجهة التي انتصر لها "ملك الراب" في صريره المسمى أغنية،ليست هي الشا

حين يصبح المواطن جهة عليا.....

صورة
نشرت جريدة المساء،في عددها 1413نبتاريخ الجمعة 08 أبريل 2011، و في ركنها السفلي،مع قهوة الصباح، خبرا مفاده أن أحد الوزراء غادر إقامته على الساعة الثالثة صباحا من أجل اقتناء علبة سجائر، لشخصيات صنفت من ضمن الجهات العليا، بعدما أمروه بذلك.... يستشف من الخير، و مما تلاه و لو أنه غير متجانس و لا مركب،أن الوزير إما هو توفيق حجيرة المكلف بوزارة الإسكان أو صلاح الدين مزوار وزير المالية..... الجهة العليا المقصودة هنا هي إلياس العماري، و ربما بعض من حوارييه... طيلة يوم الجمعة، لم يصدر عن الحكومة، أو عن الوزيرين، ما يكذب الخبر،كما أن جرائد نهاية الأسبوع لم تتطرق لذات الموضوع.... جريدة المساء، و هي للأسف مقروءة بشكل كبير من طرف هذا الشعب،   كانت ترمي من وراء نشر هذا الخبر،تصفية حساب بالوكالة، بين جهة ما،لا ندري مدى علوها، و جهة أخرى عالية بدورها، و ربما يمثل إلياس العماري أحد واجهاتها... في الدول التي تحترم نفسها،و التي لا يدخل ضمنها المغرب،بعض فئات المسؤولين ، ملزمين بقواعد سلوك معينة، تؤطرها أنواع من الشخصيات محددة،إذ لا يمكن للقاضي أن يجالس عموم الناس في المقاهي و الحانات،و لا يمكن أن نطلب م

بعد رصيف القيامة، قارعة الطريق ، للشاعر عدنان ياسين، تفاعلا مع 20 فبراير

صورة
صدر للشاعر و الصحفي، الصديق ياسين عدنان، مقالا في إطار ركنه الخاص، بلاد و عباد، بالأسبوعية ، الحياة،في عددها 135 بتاريخ 07 ابريل 2011، بعنوان 20 فبراير :في الحاجة لنقاش ثقافي،يرصد من خلاله تفاعل الجسم الثقافي مع الحراك الشعبي في خصوصيته المحلية، و الحراك الإقليمي في خصوصيته العربية..... لامس الكاتب في مقاله،شكل التفاعل السياسي للمثقف المغربي،في دفاع مستميت عن هذا الجسم الثقافي،راصدا شكل التأييد و المساندة الصريحة، للثورات العربية في تونس و مصر و اليمن و ليبيا ، و المحتشمة في بداياتها لنداءات شباب العشرين من فبراير... هناك سؤال يؤرق الكاتب منذ التصدير الأول للمقال،سؤال الارتباط بقضايا الوطن،أو لنكن محايدين حد الإسفاف،مدى ارتباط المثقف بمعارك الداخل،الارتباط مع أو ضد، لا يهم، المهم هو رصد حالة الارتباط هذه، و التي يمحورها في تساؤل مباشر "لكن ، هل كل المثقفون المغاربة بعيدين تماما عن معارك الداخل؟" الجملة الأولى في الفقرة الرابعة من المقال....المقاربة التي تلت هذا السؤال اتخذت طابع النقد اللاذع لمجموعة من المؤسسات ، بيت الشعر و رئيسه بنيس،اتحاد كتاب المغرب و أشكال انتخاب مؤسسا

حرقة الأسئلة......أو النص المركب

صورة
كان من الممكن أن يعمد الملك لتحرير نص دستوري،بمعية مستشاريه،و طرحه على الدستور أو اعتماده نصا قانونيا،ما دام المنطلق هو الدستور الحالي الذي يعطي للملك حق التشريع.... إحداث اللجنة الاستشارية المكلفة بالتعديلات الدستورية و الهيأة الحزبية الموازية لها ،نوع من المقاربة التشاركية الإكراهية،أي أن الأصل هو عدم إشراك أية قوة سياسية في مسلسل التعديل هذا، و الواقع يفرض ،أمام الرأي العام، المستنفر بفعل المناخ الإقليمي و المحلي،يستدعي ضرورة إيجاد آلية شبه تشاركية.... المحدق في هذا الواقع بعيون المتأمل سيندهش لهذه العجنة السوريالية،لجنة مكونة من شخصيات لها ما لها في العوالم الدستورية و القانونية ، تنصت لمقترحات الأحزاب جميعها، الطويل و القصير و الجالس على الحصير،بالإضافة للهيئات الشبابية و ممثلي المجتمع المدني،و مراقبة من طرف هيأة مكونة من تمثيليات حزبية برئاسة مستشار ملكي،كان على المنوني رئيس اللجنة الاستشارية الإنصات على المعتصم رئيس اللجنة الحزبية الموازية.....و كفى المؤمنين شر القتال.... طريقة اشتغال اللجنة الاستشارية،إن سلمنا أنها تشتغل بالفعل،فيها الكثير من الفلكلور،تحدد تواريخ مثول الأحزاب

معالي الوزير انتبه.....رخايمي يكلمك

صورة
قبل النص:عادة ما استعمل غوغل للبحث عن الصور التي يمكن أن أصاحبها للنص المراد تعميمه، و في بحثي عن صورة لسالم بنحميش،كتبت مجنون الحكم بدل اسمه الحقيقي في خانة البحث، و بمحض الصدفة،لم تخرج سوى صور بنسالم حميش و المعمر القذافي....هو غوغل و لست أنا كان بودي الحديث إليكم، بصفتي هذه حول صفقة من صفقات الرخام التي قد تكون الوزارة معنية بها ، في إطار تشييد مركب ثقافي،أو إعادة هيكلة آخر، وفي إطار احترام تام لقوانين تنظيم الصفقات و منحها،كنت إذاك سأنتهز الفرصة، لنتحدث عن هذا الحجر الجميل، المسمى مرمرا، و كيف صاحب الإنسان منذ وعيه بهويته الإنسانية، و في فجرها الأول، لحدود يومنا هذا.... لكننا نعيش زمن التحول المهني ،التحول هنا بالمعنى الجنسي على حد تعبير إحدى الصديقات المشاكسات،مما دفعني للتسلح بصقيلة هذا الحجر كي نتكلم، بدون إلزام و لا الالتزام،حول هذا الذي يروج حولنا.... لا أفقه كثيرا في التدبير السياسي للشأن العام، و الشأن الثقافي بالأخص، بل أجد نفسي قريبا من هؤلاء الذين يدعون لإلغاء وزارة الثقافة،على اعتبار أن فهمي للثقافة لا يمكن حصره في مؤسسة، مهما كانت قوتها و سلطتها،أعي بأن الثقافة هي