بعد رصيف القيامة، قارعة الطريق ، للشاعر عدنان ياسين، تفاعلا مع 20 فبراير



صدر للشاعر و الصحفي، الصديق ياسين عدنان، مقالا في إطار ركنه الخاص، بلاد و عباد، بالأسبوعية ، الحياة،في عددها 135 بتاريخ 07 ابريل 2011، بعنوان 20 فبراير :في الحاجة لنقاش ثقافي،يرصد من خلاله تفاعل الجسم الثقافي مع الحراك الشعبي في خصوصيته المحلية، و الحراك الإقليمي في خصوصيته العربية.....
لامس الكاتب في مقاله،شكل التفاعل السياسي للمثقف المغربي،في دفاع مستميت عن هذا الجسم الثقافي،راصدا شكل التأييد و المساندة الصريحة، للثورات العربية في تونس و مصر و اليمن و ليبيا ، و المحتشمة في بداياتها لنداءات شباب العشرين من فبراير...
هناك سؤال يؤرق الكاتب منذ التصدير الأول للمقال،سؤال الارتباط بقضايا الوطن،أو لنكن محايدين حد الإسفاف،مدى ارتباط المثقف بمعارك الداخل،الارتباط مع أو ضد، لا يهم، المهم هو رصد حالة الارتباط هذه، و التي يمحورها في تساؤل مباشر "لكن ، هل كل المثقفون المغاربة بعيدين تماما عن معارك الداخل؟" الجملة الأولى في الفقرة الرابعة من المقال....المقاربة التي تلت هذا السؤال اتخذت طابع النقد اللاذع لمجموعة من المؤسسات ، بيت الشعر و رئيسه بنيس،اتحاد كتاب المغرب و أشكال انتخاب مؤسساته و غيرها، في نبرة "نضالية"، تسترجع معها الحراك الذي مارسته ذات التنظيمات أو جزء منها بمعية أخرى، منذ مقاطعة فعاليات المعرض الدولي للكتاب ، إلى حين الوقفة الاحتجاجية التي خاضها طلبة و أساتذة المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي أمام مقر وزارة الثقافة بشارع غاندي....
يعرج بعد ذلك الكاتب على ما عرفته الساحة الثقافية من مبادرات، حتى قبل الحراك الحالي: مبادرة عبداللطيف اللعبي و ندوة مختبر السرديات و غيرها....
يستمر المقال في طرح الأسئلة الاستنكارية، حول الحصيلة المتراكمة لفائدة المثقف في تفاعله مع مجتمعه، و كيف تحاملت عليه الصحف،أو بعضها،لينتهي بملاحظة"مسمومة" لكنها دقيقة حول تفاعل الفضائيات العربية،و منها الجزيرة بالخصوص، مع حراكنا الوطني، و كيف أدارت ظهرها له لأنه لا يخدم أجندتها الدموية....
هل توفق الكاتب ياسين عدنان فيما ابتغاه؟ألم تكن مقاربته تجانب بعض الصواب، و هي تستدعي التفاعلات السياسية للمثقف؟هل وظيفة المثقف في البلد و في تفاعلها مع أحداثها،هي إصدار البيانات و تنظيم الوقفات و الخروج في المسيرات؟؟ و هل هو مطالب بالانخراط المباشر في المطالب السياسية لحركة العشرين من فبراير؟؟ أليس تفاعل المثقف مع نبض شارع شعبه هو استباق الأهداف بتحديدها أولا، و بتأطير الجموع التي تصبو لذات الأهداف؟ إن كان المثقف مفكرا سياسيا أساسا،أو ليس دوره هو استنفار العزيمة في هذا الشارع،بقصائده إن كان شاعرا، شرحا للأهداف النبيلة لحراكه، حاثا على وحدته، و مغنيا أفراحه، و راثيا شهدائه إن وقع لا قدر الله في صفوفه شهداء؟؟ أليس تفاعله مع الحراك هو تخليد هذا الحراك،أسبابه و فشله و انتصاره في ملحمات روائية و مجموعات قصصية، إن كان المثقف روائيا و قاصا و شاعرا؟؟؟
للمثقف حقل اشتغاله،الذي يلامس السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي، و الذي يجب أن يعلن تفاعله من داخله،شعرا و قصة و رواية و مسرحا و غناءا و فكرا.....
ليس للمثقف أن يشتغل بالسياسة بجلبابه الثقافي، ليس من وظيفته الحديث عن الخيارات السياسية للثقافة في البلد، و لا ديباجة "من أجل ميثاق للثقافة"،أو المطالبة برحيل الوزير و لا بدعم مجال من آخر، حين يفعل ذلك فهو يفعلها كمناضل سياسي من أجل الحقل الثقافي، و هو نضال قد ينخرط فيه المثقف و غير المثقف، أي السياسي...
قبل الوصول لخلاصة هذه المقاربة،و لتأكيد ما سبق، نستعين بذات المثل الذي قدمه الصديق ياسين عدنان، و هو ندوة مختبر السرديات،حيث أن تفاعل المثقف،وهم الرواة هنا،محمد برادة، احمد المديني ،ميلودي شغموم،و شعيب الحليفي، المرصود ليس مع الحراك الحالي،الذي أطلقته الثورات العربية و حركة العشرين من فبراير،بل هو تفاعل مع تجربة التناوب التي عرفها المغرب من خلال إبداعات المثقفين المشاركين في ذات الندوة،ذات الندوة هي تفاعل السياسي ،محمد الساسي و حسن طارق،مع هذا الحراك في قرائته لتجربة التناوب كما تناولها الرواة....
من هذه الزاوية،و خلاصة هذه الورقة، انه باستثناء بعض التجارب الزجلية المحتشمة، و التي وزعت في المواقع الاجتماعية،وبعض أغاني الراب و الهيب هوب، و الذين يحشرون ضمن التعابير الثقافية الحديثة،لم يفرز الحقل الثقافي المغربي،تفاعلا من داخل مجال اشتغاله.....
في انتظار ملحمة العشرين من فبراير، شعرا ياسينيا راقيا،أو رواية شباب زرعوا في ظلمتنا وهجا، لأحد مبدعينا الروائيين،لا يمكننا سوى أن نحيي عاليا النضال السياسي لمثقفينا ، و انخراطه بذات الصفة السياسية في الحراك الذي دشنه شباب العشرين من فبراير....


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همس في أذن جثة متعفنة

لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant

الصورة كإنجاز دبلوماسي وسياسي

السفارة في العمارة

الإستخفاف الموجب للمقاطعة

إرهاب العارف....في منع مشارف