معالي الوزير انتبه.....رخايمي يكلمك


قبل النص:عادة ما استعمل غوغل للبحث عن الصور التي يمكن أن أصاحبها للنص المراد تعميمه، و في بحثي عن صورة لسالم بنحميش،كتبت مجنون الحكم بدل اسمه الحقيقي في خانة البحث، و بمحض الصدفة،لم تخرج سوى صور بنسالم حميش و المعمر القذافي....هو غوغل و لست أنا



كان بودي الحديث إليكم، بصفتي هذه حول صفقة من صفقات الرخام التي قد تكون الوزارة معنية بها ، في إطار تشييد مركب ثقافي،أو إعادة هيكلة آخر، وفي إطار احترام تام لقوانين تنظيم الصفقات و منحها،كنت إذاك سأنتهز الفرصة، لنتحدث عن هذا الحجر الجميل، المسمى مرمرا، و كيف صاحب الإنسان منذ وعيه بهويته الإنسانية، و في فجرها الأول، لحدود يومنا هذا....
لكننا نعيش زمن التحول المهني ،التحول هنا بالمعنى الجنسي على حد تعبير إحدى الصديقات المشاكسات،مما دفعني للتسلح بصقيلة هذا الحجر كي نتكلم، بدون إلزام و لا الالتزام،حول هذا الذي يروج حولنا....
لا أفقه كثيرا في التدبير السياسي للشأن العام، و الشأن الثقافي بالأخص، بل أجد نفسي قريبا من هؤلاء الذين يدعون لإلغاء وزارة الثقافة،على اعتبار أن فهمي للثقافة لا يمكن حصره في مؤسسة، مهما كانت قوتها و سلطتها،أعي بأن الثقافة هي التعبيرات الروحية و المادية عن وعي جمعي،لشعب متعدد التكوينات ، و بتواريخ مختلفة،لا يمكن بأي حال من الأحوال حصرها في بنود ميزانية وزارة تنتصب في العاصمة المركز ...كنت أعتبر أن الثقافة مثل الماء،لتدبيره يلزم وكالات فقط، في كل ربوع الوطن، وظيفتها إيصال نبع الحياة هذا لجميع المواطنين، بالتكلفة التي تلزمها، و بمساهمة المواطنين أنفسهم....
و مع ذلك تابعت الكثير مما وجه إليكم، سجالا من طرف مثقفين،اللعبي و بوسريف و احتجاجا،قبل المعرض الدولي للكتاب، و بعد المعرض، من طرف هيأت تشتغل على الحقل الثقافي ثم خلال هذا الربيع الذي هب فجأة على الوطن العربي.....
كانت لهم مطالب أعتبرها مشروعة،و لهم أكثر من المطالب، غيرة على هذا التردي الثقافي الذي أصبحنا نعيشه، يوما بعد يوم، و شبرا بعد شبرا، و للأسف الشديد ، زنكة زنكة...و في رد فعل يتنافى و طبيعة الفيلسوف الذي يسكنكم، لم اسمع أنكم فتحتم حوارا مباشرا مع كل هؤلاء.....
استمر الحال على ما هو عليه،إلا أن تمت دعوتي لمساندة خريجي و أساتذة المعهد الوطني للتكوين المسرحي،في وقفت احتجاجية أمام وزارتكم،رفعت شعارات تطالب بالاستجابة لمطالبها،و رفعت شعارا تطالبكم بالرحيل....
كان شكلهم الاحتجاجي جد راق،بملابسهم المسرحية،ممثلون و فنانون،و بمزاميرهم و صفاراتهم، و بالأواني المنزلية التي صحبوها من منازلهم و من محترفاتهم المسرحية،استطاعوا أن يشدوا انتباه المارة، و الصحافة و موظفي وزارة الثقافة....باستثنائكم.
تراجعت شعارات المطالب،لتفسح المجال لشعار الإصلاح البنيوي للمشهد الثقافي،و الذي لن يبتدئ سوى برحيلكم ....
كان ذلك كله في إطار فرجة جميلة، ضاحكة لكنها حزينة، أن ترى شبابا ليس في جعبتهم سوى هذا الفرح،يسائلون مصير خبزهم،الذي من المفروض أن لا يكون موضوع سؤال،حتى تتمكن هذه الفرجة من شق عودها السليم باتجاه مسارح و أفلام تغني رصيد هذا الوطن الذي يتباهى بالغير منجز فيه.....
أتأمل هذا المشهد، و أنا أسترجع مقطعا من شبه رواية،بعنوان مجنون الحكم،لفيلسوف و روائي مغربي،لا أدري إن كنت على علم بوجوده،في صفحتها 206، و في طبعتها القديمة،غشت 1990 عن دار رياض الريس للنشر و الكتاب،حين فشل لؤلؤ في خمد الغضب اتجاه الحاكم:

"مر يوم فيومان و أحضر لؤلؤ بين يدي الحاكم،و أرغم على تقبيل الأرض،ثم استقام و صاح ضاحكا ملء شدقيه:إنها و الله لحرب خاسرة يا مولاي،لا تلوي على رأس إلا و تخلفه رؤوس،و لا تتلف أطنانا من البطائق و الملصقات حتى تظهر أضعافها و زيادة.هذه حرب ليس ما عرفناه و عهدناه،ففيها يضرب السيف و كأنه يرتطم بالماء،و يعلو القمع فيلقى الهزء و السخرية.و ها إني أمد عنقي إلى السياف و النطع،و أردد عن قناعة و إيمان ما تناقلته العرائض و الأفواه:كثر الموت حتى هان،فلنقطع ببعض موتانا دابر الطغيان"انتهى كلام الفيلسوف المغربي.
معالي الوزير،هل سيتمرد فيكم الفيلسوف، و يعلن انتصاره لهؤلاء الضاحكين الباكين أمام باب وزارتكم، و تغادرون صوب مكتبة اشتاقت إليكم، و قراء افتقدوكم؟؟؟؟





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همس في أذن جثة متعفنة

لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant

الصورة كإنجاز دبلوماسي وسياسي

السفارة في العمارة

الإستخفاف الموجب للمقاطعة

إرهاب العارف....في منع مشارف

بعد رصيف القيامة، قارعة الطريق ، للشاعر عدنان ياسين، تفاعلا مع 20 فبراير