الأكراد يرفضون عرض الداعشية العلمانية...

المتعارف عليه وعبر جميع الثقافات التي تحترم نفسها، والتي راكمت الكثير من الانجازات الثقافية المشبعة بالحرية والحداثة، أنه ما من خطأ أو شنيعة تعالج بمثلها، علاج الخطآ وممارسة الشنيعة مقابلها.... هذا الاستهلال ليس أخلاقيا ولا يمتح من فكر ذكوري مكبوت، هو تذكير بما آلت إليه الانسانية التي تقدس العقل والمنطق والفكر.... وهو استهلال يرمي مناقشة ما بدر عن مواطنة مغربية تعرف نفسها أنها شاعرة الأدب الأمازيغي المضاد، ويعرفونها في الإعلام أنها الشاعرة العلمانية الأمازيغية، والتي طرحت على صفحتها الشخصية عرضا بإشباع الرغبات الجنسية لأعضاء الجيش الكردي الذي يواجه جحافل مقاتلي داعش في كردستان العراق، في إطار ما أسمته بجهاد النكاح المضاد....
في مراجعة لصفحتها من أجل التأكد من الخبر، نجدها توزع رابطا لجريدة الكترونية اوردت ما كتبته كخبر وبتعليق لا يخلو من دلالة حول المقصود من حركتها، وهو اثارة الانتباه حولها لا غير، إذ أرفقت الرابط بتعليق يفيد أنها كانت متأكدة كون الجرائد ستجعل من تدوينتها خبر الأسبوع بامتياز....
قراءة العرض يوضح هذا الهدف، إذ يصعب توفير عنصر من الجيش الكردي حيث تقيم هذه السيدة، كان من الأجدر لها أن تنتقل إلى كردستان العراق، وتلقي بعرضها هناك على أول ثكنه لهذا الجيش.... أو كانت، وهي التي ترمي محاربة داعش، أن تلقي عرضها على أفراد القوات المسلحة الملكية والذين هم في حالة استنفار وتأهب لمواجهة دواعش المشرق والمغرب.... حينها كانت ربما ستجد طوابير طويلة على باب منزلها، ولو أنني أشك بذلك لاعتبارات عديدة....
لعل ظنها خاب، إذ أن الجرائد وهي تورد خبرها، لم يكن بالأهمية الكبيرة في هذا الأسبوع، فقد انزوى إلى الظل في مقابل خبر انتشار قوات الجيش المغربي في نقاط عديدة من تراب البلد....
لعل ظنها خاب، ولربما قد تتلقى وابل من الشتائم، ليست الصادرة عن المغاربة، لأن هؤلاء غير معنين، ولا يحق لهم انتقاد موقفها لأنها حرة في جسدها، ولكن من أحرار الأكراد، فهؤلاء لا يحاربون من أجل فروج النساء وليس طمعا في حور عين وهمية، هم يفعلون ذلك ذوذا عن ارضهم وعرضهم.... كانوا مستقرين في بلدهم،ورفقة زوجاتهم وحبيباتهم لا يشكون من حرمان ولا كبت جنسي، ولا يرغبون في نكاح نضال مضاد ضد نكاح جهاد متدين....
ما عبرت عنه هذه السيدة، يعتبر إهانة لجنس الرجال بشكل عام، وهي تضع في سلة واحدة مرضى بفهم متخلف للدين برفقة أحرار العالم برمته، حين تجعلهم سواسية في الدافع البيولوجي والحيواني الذي يمكن أن يحركهم في الدفاع عن قيم الحرية والكرامة والعدالة والحداثة....
هي إهانة للمرأة العلمانية المتسلحة بالعلم والدراسة والمنطق، وللمرأة الأمازيغية الحرة وللمرأة الحداثية التي تعتبر الجنس أخذ وعطاء متكافئ بين الرجال والنساء، وليس استحواذ ذكوري على جسد أنثوي من أجل افراغ قاذوراته فيه....
لا استطيع النيابة عن الجنود الأكراد في الرد على هذا العرض، لكن أتخيله كالآتي: لنا رفيقات حياتنا يوفرن لنا كل التوازن النفسي والروحي، عبر الحب الذي يأسرنا إلى الحياة والنضال من أجلها....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بؤس الصحافة: سمبريرو العالمي وكاغيد الأحداث المغربية

لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant

رسالة للصديقة سناء العاجي.....أو حين يزهر شجر اللوز رغم صقيع اللغة

الأميرة و الوحوش......و خرفان الحداثة

المعادلة الصعبة