لماذا أنا خائف
يتملكني القليل من الخوف....بل كثيره، و أنا أتابع لحظة بلحظة تطور الوضع في مصر، و قبلها في تونس الشقيقة،لا أخفي أحدا أن متابعتي لهذه الأحداث مقرونة في كل لحظة كذلك، بما يمكن أن يقع في المغرب.
في قرارة نفسي، لا أرغب في حدوث هذا بهذا البلد،ربما لأنني خائف من تطور للأحداث بشكل كارثي، ربما لأنني خائف فقط.
أفكر في كل لحظة باقتناء المزيد من الدقيق،و بعض علب السردين و الكثير من الخضر و الحليب،في استعداد للمكوث داخل البيت، ربما لن أشارك في التظاهر و ربما قد يفرض حظر التجول يمنعني من التزود بضروريات الحياة.
لست متفقا و الذين يؤكدون أن المغرب في منأى عن هذا الذي يقع في الوطن العربي بداية هذه السنة،بالعكس هناك احتقان اجتماعي وصل مداه العالي،بطالة حاملي الشهادات و غير حاملي الشهادات، غلاء أسعار الخضر و ضروريات الحياة، استحالة حصول السكن اللائق بالنسبة لفئات اجتماعية عريضة،خنق الصحافة المستقلة، ميوعة في الحقل السياسي، استفراد بالسلطة و بالاقتصاد،اعلام عمومي سمج و بليد،و غيرها من المسببات التي أشعلت انتفاضات تونس و مصر....فلما لا يشتعل المغرب؟؟؟
لحدود الساعة لم تتخد خطوات عملية من أجل تجنب هذا الاشتعال،رغم صدور بيان عن الدولة يتحدث عن إجراءات من أجل جعل الأسعار في متناول المواطنين، و كذا أخبار عن توجيه القوات العمومية من أجل الامتناع عن الاحتكاك بالمواطنين، و تجنب كل ما يمكن أن يثير حالات استياء و غضب، ناهيك عن نزول بعض كبار مسؤولي الأقاليم للتجاوب و بعض الإحتجاجات هنا و هناك في مختلف ربوع الوطن.
منعت وقفتين تضامنيتين مع الشعب التونسي أمام سفارة دولة تونس، كما تدخلت الدولة بعنف ضد بعض احتجاجات المعطلين....ناهيك أن اللعبة السياسية في المغرب لا زالت تواصل تهريجها بافتعال صراعات مضحكة بين أقطاب الأحزاب المشكلة للمشهد السياسي المخزني،مستعملة القضاء بشكل يجعل منه أداة بليدة لهندسة هذا المشهد.
تبدأ الاحتجاجات بمطالب اجتماعية بسيطة،الحق في العمل، الكرامة الحرية، للتحول للمطالبة برحيل رموز النظام، و هذا بالضبط ما يقلق في هذا الاحتجاج، ليس للخصوصية المغربية، و التي لا تحمي من سهام العولمة،بل لأن وصول الاحتجاج لهذه النقطة بالضبط، يعني المطالبة برحيل رموز النظام،تعتبر في منطق الاحتجاجات، نقطة اللاعودة،و هو ما سيفتح مستقبل المغرب على المجهول، لأن منطق الحكم في المغرب لا يفترض مأسسة الحكم، خارج سلطة الشخص.
مقلق كذلك، لأنه ليس هناك، على غرار ما وقع في تونس و مصر، إطارا سياسيا و تنظيميا، يستوعب ثورة بهذا الشكل،بل الأدهى من هذا، إن كانت تونس و مصر استطاعتا تجاوز أزمتيهما عبر الانخراط في ذات النظام، الجمهوري الرئاسي، بتشكيل حكومات انتقالية، و بتشكيل لجان تحقيق و غيرها،فإننا في المغرب لا نتصورا حلا في المنظور القريب للأزمة،بل قد يكون احتجاجا بهذا الشكل، شكل من أشكال تقويض الدولةـ في انتظار ما يمكن أن تسفر عليه عقودا طويلة من الأزمة.
تعليقات
إرسال تعليق