رسالة للوالي العمراني:حول زنوبة،الملكية البرلمانية و حركة 20 فبراير
السيد والي الرباط سلا زمور زعير
كنت قد قررت سابقا أن لا أعيد مكاتبتكم بخصوص السيارة زنوبة، قدرت عن سداد أو عن سوء، أن موقعكم يمكنكم من التعسف على حقوق مواطنين، بالهواية التي ترتضونها لأنفسكم،و أن أقسى ما يمكنه ذات المواطن، هو اللجوء لقضاء،للأسف و إن اشتعلت بعض يراعاته بضوء خافت من الجدية و التشريف،لا زال في مجمله منهكا و خائر القوى جراء ما به من فساد، رغم النداءات العديدة بتطبيب علاته....استسلمت لذات الإحساس،المنهزم و أنا أقر بذلك،و انتظرت إنصاف القضاء لي، و استعادة سيارتي.....
مر وقت طويل على اعتقال سيارة،لم تشأ بجنونها سوى لفت انتباه مختلف مكونات الطيف الاجتماعي،و هو ضرورة احترام المقررات القضائية الصادرة عن المحاكم المغربية،لم أستطع استعادة سيارتي بواسطة القضاء،لأن هذا الأخير عاش موتا سريريا جراء الإضراب الطويل الذي خاضه موظفو كتابة الضبط بالمحاكم،مما جعلني في موقف عسير عن الهضم....فكيف السبيل إذن لاسترد زنوبتي،و أنتم ترفضون تسليمها إياي، و القضاء غائب كي يجبركم، و لو رمزيا على ذلك؟؟؟
شاءت الأقدار أن يفر الرئيس بنعلي زين العابدين للملكة العربية السعودية، بعد أن انتظم الشعب التونسي في ما أصبح يعرف بثورة الياسمين، و بعد أن أشعل البوعزيزي مصباح درب الأمل بجسده النحيف،و شاءت إرادة الشعب المصري أن تزحزح هرما آخر من التسلط و الاستبداد عن عرشه، بفضل ما أصبح يسمى بثورة الفل،و هي كسابقتها ثورة اشتعلت بدماء ما يزيد عن الثلاثمائة شهيد،رفضوا أن تهشم الشرطة راس خالد سعيد، الذي لم يقترف جرما سوى أنه صور حالة فساد بهاتفه النقال.....
انتقلت عدوى السقوط و عدوى تملك المصائر بالأيدي لليبيا،لليمن و لعمان و البحرين،و للمغرب كذلك، كونه شعبا حيا و بلدا حيا و مسؤولين فاسدين،ورجال سلطة ظالمين،و الذي عرف ما أصبح يسمى بمنعطف العشرين من فبراير....شباب بقدرتهم على الفعل التاريخي، المسؤول و البناء،عروا خجل شباب من جيلي،استكان للهم اليومي و أعرض على المطالبة بالحد الأدنى من الكرامة.....كانت قصة زنوبة تثير الكثير من سخرية بعض الأصدقاء، و كنت أخجل من قضيتها أحيانا كثيرة....لا زال صوت ذراعكم الأيمن، القائد المسؤول السابق عن سوق الجملة و الخضر و المجازر،السيد برقية، و الذي اختفى بدون موجب سبب،يرن في أذني:واش أنت باغي تبدل الواقع لي خلقوا الله....سير قلب ليك على الفلوس و دير علاش ترجع....
كل هذا سيدي الوالي،جعلني أنزل للشارع بمعية شباب العشرين من فبراير،و يجعلني أنزل بمعيتهم يوم العشرين من مارس، و يجعلني أطالب برفقتهم بملكية برلمانية يسود فيها الملك و لا يحكم،لأن تنقيل زنوبة من مكان اعتصامها كان بناءا على غضبة من المحيط الملكي،و كنتم أنتم من اختار تطييب خاطر هذا المحيط بتعسفكم عليها،و أطالب بمعيتهم بقضاء مستقل و نزيه و خاصة قضاء قوي، يستطيع أن يفرض احترام قراراته على الجميع،بما فيهم مجلس المدينة و الشركة المدبرة للمرفق العمومي المكلفة باعتقال سيارات المواطنين،و أطالب بمعيتهم بحل الحكومة و المجلسين،النواب و المستشارين،و جميع المجالس المنتخبة زورا و ارتشاء، لأنه لا خير فيمن يهدي رقاب ناخبيهم لاستغلال بشع من شركة لا تقدم أي خدمة مقابل ما تستنزفه من أموال.......
بعد رسالتي الأولى لكم، و دعاوي عديدة ضدكم في القضاء،و ابتهالات كثيرة في كل المعابد الدينية من أجل فك قيد زنوبة،لم يبق لي سوى الفعل البشري الهادف و الواعي،المطالبة بإسقاط كل هؤلاء الذين تسببوا في عقل زنوبتنا.....هم بالتأكيد شباب 20 فبراير، لعلهم يعتقون رقابنا المغلولة.....لعلهم يفكون قيد زنوبة
تعليقات
إرسال تعليق