همس في أذن جثة متعفنة



أهنئك على نجاح ما خططت له، أو ما خطط له الذين استأجروك، جسدا بدون روح، و جسد بدون عقل....أهنئك لأنك أولا هدمت محل تجاري، لمواطن مغربي، مسلم، قوضت أعمدة و سقوف أركانة....المقهى ،البرج المطل على أجمل ساحة في البلد،ليس مراكش وحدها، و لكن الوطن برمته......
أهنئك،لأنك قتلت ثلاثة مواطنين مغاربة، و أربعة عشر سائحا أجنبيا،بينهم نساء و فيهن من هي حامل....بمعنى أنك قتلت جنينا لم يعرف معنى الحياة حتى،لم يذنب بعد،كي يقبل منطق ما، أخرق كيفما كان، أن يعاقب بالقتل المتفجر...
أهنئك،لأنك زرعت الريبة في طفل ديمقراطيتنا، الذي نرعاه بالكثير من التوجس،نرعاه برموش الأعين، و نداري بأجسادنا زهرته، ضد كل نسمة هواء فاسدة......
أهنئك، و أنت تنسل بين ذات الأجساد،هاربا، و فرحا، بغنيمتك و بالعقد المنسوج من أرواحٍ أكثر سموا من زفير الكلاب الذي يملئ جسدك...
لا أريد البحث عن الجهة التي استأجرتك،فهي حتما بالنتانة التي تفوح من وسخ روحك،ما دامت تستبيح أرواحا بريئة،و ربيعا ديمقراطيا لا زال يتلمس خطواته ،قلقا، خائفا، فرحا و مندهشا....كيفما كانت هذه الجهة،و بالشرعية التي كانت ، هي مقيتة و جبانة ...
فقط تستبد بي الرغبة في النظر مليا في عمق عينيك،و مخاطبة هذا "الله" فيك الذي يعدك بالجنة ،مكسية بدم الأبرياء،و بدهشة عباده الآخرين، إن وضعك في جنته، فليخرجني منها،فلن أرضى لروحي أن تجاور عفن روحك، و أسئله أين سيضع جنين مسعود،و هو الذي يصر على أن بني آدم يولد مسلما و إنما أبواه من يهودانه أو ينصرانه، و اسئله،إن كان حقا طريق رضائه يمر عبر الرعب الذي يزرعه أمثالك في أرواح الملايين من عباده؟؟؟
لا أحسم تهما ،لم يقل القضاء فيها كلمته بعد، لكني لا أجد ايديولجيا أخرى، غير هذا التطرف الديني، من يشرعن هذه الجرائم،و حتى الجهات "الغير متدينة" تمر عبر هذا الوهم الأخروي، لتضرب الكثير من العصافير، بحجر التطرف وحده....
قد أقدم لك عزاءا في الأخير،لأن الفرح في جامع الفنا،لم ينهزم،عاد رواد الثعابين يذهلون ضيوفنا الأجانب و هم يقَبِلون أفاعيهم دون أن يلدغوهم، و عادت العرافات تبشر فتياتنا بقرب زواجهن، و عاد باعة العصير و الأطعمة المبهرة بالنكهة المغربية، يقدمونها بالبسمة المراكشية المعهودة لزوار الساحة العريقة...
ستعود حتما أركانة لسابق عهدها، برجا بانوراميا يحرس الساحة من وسخ أشباهك،و ستحضن السياح الأجانب،تدهشهم بكأس الشاي المنعنع،و طبق الطنجية الشهي،و بسمة إسماعيل...إسماعيل الذي ترك روحه بالمقهى...بسمة و فرحا و أريحية...



تعليقات

  1. السلام عليكم أختي أهنئك على مدونتك الجميلة و أتمنى أن أرقى إلى مستواها فأنا أملك مدونة http://imra2a.blogspot.com/
    أرجو منكي أن تساعدني في نشرها و لا تبخلي عني بنصائحك أختك

    ردحذف
  2. دمعت عيني وأنا أقرأ :(
    الله يسمح ليهم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant

الصورة كإنجاز دبلوماسي وسياسي

السفارة في العمارة

الإستخفاف الموجب للمقاطعة

إرهاب العارف....في منع مشارف

بعد رصيف القيامة، قارعة الطريق ، للشاعر عدنان ياسين، تفاعلا مع 20 فبراير