سأقذف شاكيرا بأصفر البيض



قررت، فجأة و بدون سابق إنذار، أن أتحول من مؤيد لانعقاد مهرجان موازين بالرباط، لأحد أكثر المعارضين لإقامته،و قررت تفعيلا لهذا التحول، أن أركز لائحة مطالبي على هذا الإلغاء،و نبذ كل شعاراتي المطالبة بالدستور الجديد، و بالإعلام الديمقراطي، و محاربة الفساد و الدعوة لإسقاطه،و العدالة و الكرامة و الديمقراطية.......كلها مطالب ستختزل في إلغاء موازين و لا شيء غير هذا الإلغاء...
في حالة لم يُستجب لهذا المطلب،سأشارك في النضالات الداعية لتخريبه،سأقصد المنصة المنصوبة في حي النهضة بالرباط، حيت ستقيم المنحلة شاكيرا،حفلها ، وسأرشقها بالبيض الفاسد ،مركزا على ما بين نهديها،كي ينسكب أصفره (البيض) ،على نحرها،رمزا لشيئ اسمه الغضب الثوري،كما سأقذف مؤخرتها بالطماطم،كي تكتسي حمرة،مثل وجنتي أطفال تموت جوعا في قرانا المهمشة.......
الفضل في هذا التحول التاريخي،من موقف لآخر،هو النقاش الديمقراطي و البناء،الذي حضرت أطواره،صدفة أو عن سبق إصرار و ترصد،في قاعة جيرار فيليب،بالمركز الثقافي الفرنسي، و في إطار فعاليات "دبا ثقافة" إن جازت الترجمة،و في فقرته اليومية،المسماة "دابا بلوغ" ،و القاضية بفتح نقاش مع بين الحاضرين ،و نشطاء لحركة العشرين فبراير ،المتواجدون على الساحة الرقمية،بواسطة المدونات.......
كانت أرضية النقاش ، مقتطف من التصريح الحكومي ، في افتتاح الدورة البرلمانية السابقة،من أربعة أسطر، لا أرقام فيها و لا تحليل، بل فقط فكرة الرقي بالثقافة المغربية لجعلها أداة رقي و تقدم،لا استحضر كل تفاصيل الأسطر الأربعة، لكنها في اعتقادي ر بما كانت، كوة الضوء الوحيدة في ذات التصريح...لأنها ببساطة لم تكن مصحوبة بأرقام و هي غير مكلفة و غير ملزمة للحكومة....
ثم انعرج بعد ذلك النقاش نحو الموقف من مهرجان موازين، الذي أصبح الرمز الوحيد ، لمضاجعة الفساد المالي للاستبداد السياسي،و إلغاءه هو هدف استراتيجي لهذا الحراك المغربي، و يتجلى ذلك في وجود الماجدي ، المقرب من القصر، و الذي يشكل ذَكَرَ المضاجعة، و لا حياء في الدين و السياسة، و مساهمة شركات، خاصة و شبه عمومية ، و هو ما يشكل فَرجَ المضاجعة، و لا حياء في الدين و السياسة مرة أخرى...
في تأملي لمجموع المهرجانات التي تنظم في المغرب،من مهرجان السينما بمراكش، لمهرجان تيمنتار بأكادير، مرورا بمهرجان الداخلة، ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس، و مهرجان الدارالبيضاء الكبرى، و مهرجان طنجة و الحسيمة و غيرها، لا أجد واحدا منهم ليس وليدا لهذا التزاوج بين الفساد المالي و الاستبداد السياسي، و ألمس انتصاب أعضاء ذكورية مختلفة، أو لعل عضو ذكري واحد، في أشكال انتصابية مختلفة، و فروج اقتصادية متعددة ،فهل معنى هذا يجب إلغاء كل هذه المهرجان، لحين البحث عن زواج شرعي و مقبول ، بين هذه السياسة و الاقتصاد و الفرح الموعود؟
مهرجان موازين مكلف،و قيمة تكلفته تصل الى الستين مليون درهم، و بما أن المبالغ ، كيفما كان حجمها، لا تفهم سوى في مقارنتها مع أشكال محددة من صرفها، فهل كلف شباب العشرين من فبراير نفسه، عناء البحث عن تكاليف أنشطة ثقافية و رياضية أخرى، و قارن مثلا تكلفة تنظيم مبارة الديربي بين الوداد و الرجاء؟ أو استضافة المنتخب الجزائري في إطار منافسات قارية و دولية؟ أو تنظيم مهرجان مراكش للسينما؟ و المبالغ المالية التي يتقاضها النجوم مقابل حضورهم فقط، و دوسهم على السجاد الأحمر بأقدامهم؟؟بنفس الميزانية التي ينظم بها مهرجان موازين....
هل يجب أن نلغي كل هذا، إلى حين توفير الخبز و الدفء لمواطنينا في أنفكو و أصقاع الراشيدية و جبال الأطلس الباردة؟
لعل أجمل فكرة طرحت في تقديم هذا اللقاء، هو ما صرح به أحد النشطاء في حركة العشرين من فبراير، حين قال: نحن لسنا طليعة، و لسنا في مرحلة الثورة، و لا نملك مشروعا مجتمعيا.....كان تصريحا أدخل بعض الطمأنينة لقلبي،الذي لن يطمئن لثورة بهذه الظلامية،و بهذا العمى...
أقبح إحساس انتابني، هو شعور بأن الذين يتمسكون بإلغاء مهرجان موازين، و لا أعتقد أن كل نشطاء الحركة منهم، يشتغلون لفائدة جهة ما،لا تستهدف المهرجان في حد ذاته، بل تستهدف الماجدي وحده، مع العلم أن ذات الجهة كانت مستهدفة من شعارات الحركة....تحول نلمسه في الشارع،في اعتقال النيني،في اللقاءات السرية التي تفضح هنا و هناك....
لكل هذه الأسباب،سأقذف شاكيرا بأصفر البيض،فقط إمعانا في هذا الهراء....



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همس في أذن جثة متعفنة

لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant

الصورة كإنجاز دبلوماسي وسياسي

السفارة في العمارة

الإستخفاف الموجب للمقاطعة

إرهاب العارف....في منع مشارف

بعد رصيف القيامة، قارعة الطريق ، للشاعر عدنان ياسين، تفاعلا مع 20 فبراير