لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant
لست متعالما،و لا أفقه في الدين الكثير، و لا في الفكر حتى، لكن المنطق يؤرقني، و علم الحساب يستهويني، و أبقى مندهشا أمام بعض الظواهر الغربية....
نظريا أنا مسلم، بحكم أن والدي و والدتي مسلمان،و بحكم أن القانون في بلدي لا يسمح لي باختيار دين آخر، غير الذي وجدت عليه أبائي،و الأدهى من هذا أنني لم أفكر يوما في تحديد هويتي الدينية....ترجمت عبارة non pratiquant للعربية، و أصبحت مسلما غير ممارس......
أتضايق من بعض الجيران، و بعض الأصدقاء الذين يرغبون في رؤيتي مسلما ممارسا،والدتي تطلب من الله هدايتي في صلواتها و أدعيتها، كانت تلك أولى المضايقات التي أصبحت أستشعرها في حياتي الاجتماعية.....اشعر بسعادة متوسطة و أنا هكذا، بدون ممارسة شعائر دينية، و بدون أن أتدخل في شعائر الآخرين...
حين أحاول إرضاء هؤلاء،يشهر المنطق، و قواعد الحساب ، بطاقاته في مواجهة الاقتياد الذي أحاول أن أمارسه ضد العقل،و تنتابني حالات من الغثيان لعسر الهضم الذي يسببه لي ابتلاع الكثير من الحقائق في ديننا هذا....
أسامة بن لادن،مجاهد مسلم،يحارب الكفار، الذين لا يعتنقون دين الإسلام،و يستند في أفعاله و جرائمه على نصوص الدين،من قرآن و أحاديث و فقه،تأويلا و استنباطا،يأمر النساء بارتداء النقاب، و الرجال بإرسال اللحى، و يحرم الكحول و الاختلاط، و يحرم معهم التلفاز و الموسيقى و غيرها من مظاهر الأفراح،و يقتل الذين يخالفونه الرأي، لأنه يعتقد في العقل المطلق، الذي هو عقل الله،مشرع الإسلام للبشرية جمعاء....
الآخرين، و منهم الذين يشكلون المحيط الاجتماعي الذي أنتمي إليه، يكنون بعض العداء لبن لادن،و يحاولون إقناعي بأن الرجل ليس بمسلم، لكن حججهم لا تصمد أمام دفوعات هذا الرجل، و الذي يبدو لي أنه أكثر انسجاما و المنطق الداخلي للدين الذي يعتقده، بل هم أنفسهم، لا يستطيعون الدفاع عن سماحة الإسلام و وسطيته، حين يواجههم بوجوب الجهاد، و فرض الجزية ، و ضرورة الحجاب، و حق الأنثى الذي يساوي نصف حق الذكر، و غيرها مما شرعه الدين....
حين أفكر أن الإسلام الحقيقي هو ما يعتقده أسامة بن لادن، أجد نفسي مضطرا لتجميد هويتي الدينية، في الحالات القصوى، أتشبث بكوني مسلما غير ممارس......
حين انتبهت للفتوى التي أصدرها الشيخ المغراوي، حول إباحة زواج الطفلة ذات التاسعة ربيعا،حاولت معرفة متى دراية الرجل بالدين، إذ قلت مع نفسي أن فتوى مثل هذه لن تصدر سوى عن جاهل، لا يستطيع فك حروف اللغة فما بالك بالإفتاء، إلا أنني صدمت من موسوعية الرجل في دينه،فأقل ما يذكر أنه أستاذ جامعي بكلية الشريعة، و مؤلف لعدة كتب في الدين، و الأدهى من هذا أنه حائز على تزكية الشيخ العلامة ابن الباز ، و هي في تقاليد العلوم الإسلامية، بمثابة العمودية التي تمنحها جامعة هارفارد في صنف العلوم....
استنكر استباحة طفولة أية صبية،و الزج بها في أتون معاناة ليست من اختيارها، و أعتبر أن قرار تزويجها و هي في هذا السن،نوع من الاعتداء على حق من حقوق الطفولة....لكن اعتقد كذلك أن الرجل الذي أفتى بالمصيبة أعلاه، متمكن من دينه، و أن الدين الإسلامي الحقيقي يشرع مثل هكذا زواج...
أجد نفسي مرة أخرى متحفظ على هويتي الدينية، و في الحالات القصوى ، أتشبث بكوني مسلما غير ممارسا....
الأخيرة، و التي لا أعتقد أنها آخر الترهات، ما صدر عن السيد عبدالباري الزمزمي، حين أفتى بجواز ممارسة الجنس على جثة امرأة ميتة، من طرف زوجها الذي تربطه بها رابطة زواج شرعية...
كل الشرائع الكونية تفرد احتراما خاصا لجثث الموتى، و تصون حرمتهم و حقوقهم،و لا يمكن للعقل أن يتقبل اعتداءا على ذات الحرم ، مهما كان مصدرها، بما فيه الدين كمصدر....
عبدالباري الزمزمي، عالم من علماء الدين، و رئيس الجمعية المغربية للدراسات و للبحوث في فقه النوازل،و عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، و بالتالي فهو مرجع من مرجعيات الدين الإسلامي، و فتواه هذه لن تكون إلا منسجمة و المنطق الداخلي للدين،و هنا تنتصب شياطين العقل ضد أي محاولة للتحول من مجرد مسلم غير ممارس لمسلم يعتقد في هكذا ترهات....
أولا الخطأ فيك ، لأنك فكرت بأن الاسلام هو ما يعتقده أسامة بن لادن
ردحذفثانيا: مثلما بحثت في سيرة الشيخ المغراوي، ابذل مجهودا أكبر لتعرف تفاصيل الفتوى التي قالها بخصوص زواج بنت التاسعة... ستجد أنه وضع شروطا محددة لهذا الزواج ( وهنا أنا لا أدافع عنه ولا عن فتواه)
وثالثا لن أنقاشك في فتوى الزمزمي، لأنه مجنون فتاوي ولا يجب أن يؤخذ بما يقال..
أريد أن أقول لك أنك حكمت على دين الاسلام من خلال أشخاص يحيطون بك، دون أن ترجع لنصوص القرآن والسنة لتتأكد من أن الدين هكذا يقول فعلا.
بما أنك انسان مثقف... فاستفت قلبك جيدا وحاول أن تقرأ عن دينك أكثر... فالعيب ليس في الاسلام ولكن في مسلمي هذا الزمن.
أن يضع أحدهم برازا في العسل، لا يعني أننا يجب أن نتوقف للأبد عن تذوق حلاوته
سلاموو