تأملات في واقع الاستحمام
بعد أسبوع من العمل المضني،سفر و شغل ،تراكمت بفعلها الأوساخ على جسدي لتفقد الملابس الداخلية لونها الأبيض،و تنبت شعيرات قصيرة على الذقن ترديه منسجما مع الجو العام للتوسيخ الذي استبد بي خلال هذا الأسبوع.
لذا كان قرار التوجه للحمام العمومي لا مناص منه، فضاء كنت و لا زلت أعشقه منذ صغري،لما يوفره من إمكانية الاسترخاء الشبه مجاني،بالإضافة للشعور الرائع بالنظافة و ما يليه من كل الرغبات الإنسانية الجميلة.
في الحمام العمومي،إن كنت من مرتاديه الدائمين،يمكنك أن ترصد بعض من التطور الذي يعرفه المجتمع المغربي،فهناك مثلا اختفاء "المحكة" الحجرية،ذلك الحجر الصغير المستدير أو البيضاوي،المستخرج من مقلع الغرانيت أو البازلت،أو الملتقطة من جنبات الأنهار و الوديان،و الذي يستعين به المستحمون من أجل طرد الأوساخ من على جلودهم.كان البعض يزين بعض الأحجار بنسيج من القنب الخشن.
هذا الاختفاء كان لصالح أداة أكثر عصرية،خرقة سوداء و خشنة،أخذت اسم الكيس،لتشابه شكلها و شكل كيس صغير،كذلك الذي كان يلقيه السلاطين في وجه الشعراء و هو مملوء بالدراهم،على اثر قصيدة مدح شخصهم أو هجاء عدوهم.الكيس هذا فيه أشكالا عديدة و ألوان عدة،و إن كان الأسود هو اللون المهيمن.
تغيير آخر يمكن رصده في الحمام العمومي،و الذي ينسجم وبعض الوعي بمساوء بعض العادات و دورها في نقل العديد من الأمراض و الجوائح،كان للسيدا في هذا التطور دور كبير .التغيير المعني هو اختفاء الصهاريج المائية،و التي كانت يعرف الواحد منها "بالبورمة"،و استبدالها بحنفيات فردية و مزدوجة،واحد للماء الساخن الآخر للماء البارد.
إذا كان اختفاء هذه الصهاريج محمود من الجانب الصحي،فهو من الجانب الاجتماعي ترك فراغا كبير في عملية التواصل داخل هذا الفضاء،فبجانب البورمة،كان يصطف المستحمون و هم يراقبون دلائهم،بينما يتطوع مستحم أو مستخدم بالحمام،لملئ دلوه و دلاء الآخرين، تدور بعض الأحاديث في القضايا الاجتماعية،و السياسية و الرياضية،أحاديث خالية من مظاهر الانتماء المجتمعي،لكون أصحابها شبه عراة.
في فضاء الحمام هناك كائنات برمائية،تعيش طول نهارها بين ماء فضاء الاستحمام،و اليابسة المخصصة لارتداء الملابس،و هي تسمى في حمام الرجال "بالكسالة"،و في فضاء النساء "بالطيابات"،لا أدري ما هي أصول هذه التسميات،لكن واقع هذه الفئات جدير بالتأمل،فهم ليسوا بمستخدمين ،أي لا يتقاضون أجرا من صاحب الحمام،بل بالعكس ،هناك من يؤدي لصاحب الحمام إتاوة مقابل اشتغاله بهذا الفضاء.
خارج هذه الفضاءات،تطورت خدمات الاستحمام في فضاءات عصرية،و في المركبات الرياضية،بشكل يمنح الكثير من الرفاهية و الاستجمام.....تلك الفضاء يلزمها شكل آخر من التأمل.
لذا كان قرار التوجه للحمام العمومي لا مناص منه، فضاء كنت و لا زلت أعشقه منذ صغري،لما يوفره من إمكانية الاسترخاء الشبه مجاني،بالإضافة للشعور الرائع بالنظافة و ما يليه من كل الرغبات الإنسانية الجميلة.
في الحمام العمومي،إن كنت من مرتاديه الدائمين،يمكنك أن ترصد بعض من التطور الذي يعرفه المجتمع المغربي،فهناك مثلا اختفاء "المحكة" الحجرية،ذلك الحجر الصغير المستدير أو البيضاوي،المستخرج من مقلع الغرانيت أو البازلت،أو الملتقطة من جنبات الأنهار و الوديان،و الذي يستعين به المستحمون من أجل طرد الأوساخ من على جلودهم.كان البعض يزين بعض الأحجار بنسيج من القنب الخشن.
هذا الاختفاء كان لصالح أداة أكثر عصرية،خرقة سوداء و خشنة،أخذت اسم الكيس،لتشابه شكلها و شكل كيس صغير،كذلك الذي كان يلقيه السلاطين في وجه الشعراء و هو مملوء بالدراهم،على اثر قصيدة مدح شخصهم أو هجاء عدوهم.الكيس هذا فيه أشكالا عديدة و ألوان عدة،و إن كان الأسود هو اللون المهيمن.
تغيير آخر يمكن رصده في الحمام العمومي،و الذي ينسجم وبعض الوعي بمساوء بعض العادات و دورها في نقل العديد من الأمراض و الجوائح،كان للسيدا في هذا التطور دور كبير .التغيير المعني هو اختفاء الصهاريج المائية،و التي كانت يعرف الواحد منها "بالبورمة"،و استبدالها بحنفيات فردية و مزدوجة،واحد للماء الساخن الآخر للماء البارد.
إذا كان اختفاء هذه الصهاريج محمود من الجانب الصحي،فهو من الجانب الاجتماعي ترك فراغا كبير في عملية التواصل داخل هذا الفضاء،فبجانب البورمة،كان يصطف المستحمون و هم يراقبون دلائهم،بينما يتطوع مستحم أو مستخدم بالحمام،لملئ دلوه و دلاء الآخرين، تدور بعض الأحاديث في القضايا الاجتماعية،و السياسية و الرياضية،أحاديث خالية من مظاهر الانتماء المجتمعي،لكون أصحابها شبه عراة.
في فضاء الحمام هناك كائنات برمائية،تعيش طول نهارها بين ماء فضاء الاستحمام،و اليابسة المخصصة لارتداء الملابس،و هي تسمى في حمام الرجال "بالكسالة"،و في فضاء النساء "بالطيابات"،لا أدري ما هي أصول هذه التسميات،لكن واقع هذه الفئات جدير بالتأمل،فهم ليسوا بمستخدمين ،أي لا يتقاضون أجرا من صاحب الحمام،بل بالعكس ،هناك من يؤدي لصاحب الحمام إتاوة مقابل اشتغاله بهذا الفضاء.
خارج هذه الفضاءات،تطورت خدمات الاستحمام في فضاءات عصرية،و في المركبات الرياضية،بشكل يمنح الكثير من الرفاهية و الاستجمام.....تلك الفضاء يلزمها شكل آخر من التأمل.
تعليقات
إرسال تعليق