في حق أمال كي تحتضن شاكيرا:رسالة لشباب العشرين من فبراير

 

 

يعجز اللسان عن مناداتكم بأبنائي،فأنتم أكبر من هذه الكلمة، أشعر لحظة اندساسي وسط صخب التظاهر رفقتكم، أنني لا زلت طفلا في رعاية صمودكم....لذا ، سأنصف الكثير من كبريائي،و أدعي أنني رفيقكم، انتصار جذوة الشباب في القلب،يجعلني أتشبث بصداقتكم الندية....فاعذروني إن ناديتكم، أصدقائي شباب العشرين من فبراير...

لي ابنة في سنكم،اخترنا لها ،أنا و والدتها،من الأسماء آمال،في لحظة يأس و نكوص، و صدقت نبوءة اسمها في هذا الشرر الذي يتطاير من عنفوانكم....
آمال تدرس جيدا، هي الأولى على دفعتها،كثيرة السؤال،لا تستسيغ الجاهز من الأجوبة، تبحث عن الحقيقة، و تبحث بموازاتها عن الفرح الكلي، في قراءاتها، في موسيقاها، في شعرها و في روح المرح الذي تشيعه وسط الأسرة....
لعلها هي من انتبهت لحركة العشرين من فبراير، و هي قيد التشكل عبر أسلاك السيليكون كما تحلو لها وصفها،انخرطت في صفحتها على موقع الفايسبوك،و أخبرتنا ، بفراستها، أن منعرجا كبيرا قيد التشكل في تاريخ هذا البلد،و صدقت نبوءتها مرة أخرى...
آمال، لها أذواق موسيقية غريبة،تختلف عما أتذوقه أنا،تنصت للراب،و ترقص على نغمات الجاز،وتقلد بشكل ساخر، سيدة الطرب العربي أم كلثوم، و تنصت لفيروز فقط لإرضائي،و تعشق التون جون،و شاكيرا....
حاولت أن أحبب لنفسها مارسيل خليفة و الشيخ إمام، و لم أفلح، كما حاولت والدتها ، أن تجعلها تنصت لرشيد غلام، و الصويري و باجدوب لكنها فشلت بدورها....
اتفقنا في الأخير أن نحترم اختياراتها الفنية،ما دام أنها مجدة في ما هو مطلوب منها،الاهتمام بالدراسة....
تركت لوالدتها تدبير الأمور الأخرى، حياتها العاطفية، و علاقات صداقاتها مع الذكور من أقرانها و الإناث....
حين علمت آمال، أن مغنيتها المفضلة،الكولومبيا شاكيرا، ستحل بالمغرب في إطار مهرجان موازين،أقامت الدنيا و لم تقعدها، كي تنتزع وعدا بتمكينها من حضور حفل هذه الفنانة،و قد اتفقنا على تمكينها من ذلك، لاعتبارات عديدة، و لعل أهمها، احترام اختيارها الفني، و كونها واظبت خلال هذه السنة الدراسية التي تكاد أن تنصرم، على الحفاظ على مكانتها الأولى على مستوى نتائج الدراسة....
فوجئت آمال ، التي تتعاطف مع حركة العشرين من فبراير،من الإعلان عن حملة مقاطعة مهرجان موازين، و عما تم تسميته برنامجا نضاليا، من اجل عرقلة إن لم نقل تخريب هذا المهرجان...
لا أخفيكم أنني انتميت لذات الموقف ، أول الأمر،لكن أمام الأسئلة التي أمطرتني بها أمال، كان لازما علي أن ابحث و أنقب، عن أسباب الموقف المطالب بمنع المهرجان و عن حيثياته، كي أقنعها بها ، و قبل كل شيء كي اقنع نفسي بها...
بحث عن الجهة المنظمة،جمعية مغرب للثقافات،لا تختلف كثيرا عن جمعيات التي تنظم المهرجانات في ربوع المغرب، و إن كان يرئسها مقرب من القصر،فالعديد من الجمعيات تترأسها شخصيات و لم يكن هذا سبب للمطالبة بإلغاء مهرجاناتها،و رغم ذلك،قلت لا بأس برحيل الرجل الذي فاحت رائحة مفاسده ..
عرجت بعد ذلك على مالية المهرجان،في بند اعتماداتها ،حيث يدفع المطالبين بإلغائه كون ميزانية المهرجان هي أموال عمومية،و الحقيقة غير ذلك ،إذ أن هذه الميزانية في جزء كبير منها هي مقابل تذاكر الفرجة من جهة، و بيع المساحات الاستشهارية لمؤسسات اقتصادية ، خاصة و عمومية، بالإضافة لمساهمة مجلس المدينة و التي لا تتجاوز 7 بالمائة، و التي لم تمنح لحدود الساعة،بالنسبة لهذه السنة...
بعد ذلك ،و في مقاربة لأسعار الفنانين،فوجئت للمقارنة التي يعقدها المطالبين بإلغاء المهرجان،بين النجوم العالميين و بعض فنانينا الكبار،لكنهم محليين،و كيف نمنح مئات الملايين لشاكيرا و لا نقدم سوى ثلاثين ألف درهم لستاتي،فوجئت حين علمت أن شاكيرا تنظم أمسية واحدة بثمن يتجاوز ما تتقاضاه من منظمي مهرجان موازين بأكثر من الضعف، ليس لسواد عيوننا و لكن لأن هؤلاء الفنانين يعيشون شبه عطالة في شهر مارس و ماي، بينما يكون إقبال كبير عليهم في ما يسمى بأشهر الذروة، أي ابتداءا من يونيو إلي غاية منتصف شتنبر...
لم أجد ما يقنعني في تبني موقف المطالبة بالإلغاء، و مع ذلك تشبث به في مواجهة صغيرتي......
أمال لم تستسلم، بحثت بدورها، و أدهشتني بأرقامها،فالمهرجان و العهدة عليها، يوفر ما يزيد عن 3000 منصب شغل مباشر و غير مباشر خلال شهر كامل، قبل و أثناء و بعد انعقاده،و خلال هذا الانعقاد،تصل نسبة ملئ الأسرة في الفنادق مائة بالمائة،وهي نسبة لا تعرفها فنادق أي مدينة مغربية خلال شهر ماي، و تجد ما يقارب 50 مقاولة للمناولة فرص الاشتغال، كما أن الحركية التي يخلقها المهرجان توفر دخولا مهمة لتجار المدينة ، و خاصة تجار الصناعة التقليدية.....
دهشتي بما وصلت إليه أنا، و ما وصلت إليه أمال،بمواجهة  موقف الداعي للإلغاء،خلق لدي و لدى رفيقتكم  حالة سؤال تهدد كل قيم الانتماء لهذه الحركة،هل مطالبنا معقولة و تخدم جذوة الأمل المشتعلة في دواخلنا لبناء مجتمع التعدد و الاختلاف؟ هل لنا أن نتصور شكل المهرجانات التي ستعدوننا بها، بعد أن يسقط النظام، و تبنى المدن و الدول الفاضلة؟؟ هل تم بالفعل استمزاج لرأي كل الشباب المغربي،و تم التوصل إلى أن شكيرا غير مرغوب فيها؟؟ هل يعي الشباب الداعي لإلغاء المهرجان،أنه يتقاطع و تجار الموت الذين استهدفوا ساحة الرقص و الفرح الشعبي بامتياز:ساحة جامع الفنا؟
رفاقي ، قررت أن أدافع ، بنفس استماتتي على الانتماء إليكم، على حق أمال في أن تستمتع بمغنيتها:شاكير.





تعليقات

  1. لم يعد يقتصر الامر على موازين فقد بدأت الحملة على تيميتار ,,,تحالف تضليل الشعبوية مع النزعة التكفيرية الممتهنة لرياء"التقية" يخرب كل ممكنات افق ديمقراطي حداثي,,,هكذا تجد حركة شباب 2àفبراير في تناقض صارخ مع الافق الذي تدعو له وكانت اصل انبثاق روحه عبر شعاراتها ,,,هرمنا لكن لن ندع للظلام الزاحف مسارايسكن حياتنا الا واجهناه ,,,لن نركب الشعبوية حتى ولو كان قطارها مجاني ومن الدرجة الاولى ,,,نمارس دورنا وان لعننا العالم اجمع,,,فالعالم اجمع لا يساوي بذرة حرية لاجيال المستقبل ان انتصب انتصارا للتربة المالحة

    ردحذف
  2. على وزن زنكة زنكة سأرد على هذا الموضوع أيضا.. كذبة كذبة.
    بخصوص ميزانية المهرجان التي قلت انها ليست من أموال الشعب.. أقول لك نقطة مهمة، صندوق الايداع والتدبير عير مؤسسته الثقافية يقدم ككل سنة مساهمة هي بملايين الدراهم لهذه الجمعية المشبوهة، وقس على ذلك كثير من المؤسسات العمومية وغير العمومية، أما مسألة الإشهار فمعلوم ان العدد الذي تستطيع أن تجمعه شاكيرا من المتابعين لن يصل إلى ربع العدد الذي تستطيع أن تجمعه الداودية أو الستاتي ومع ذلك تقطف شاكيرا مليارا ويأخد فنانونا من خمسة الى عشرين مليون.. بخصوص مناصب الشغل السحرية التي تتحدث عنها فنحن نعلم أنها لا تسمن ولا تغني، مجرد أيام قليلة من العمل "عطش" وبأبخس الأثمان في مقابل "الحريت" عليهم ليل نهار مقابل الانفلات الامني والفضائح الاخلاقية والتعرض للموت كما جرى في دورة السنة الماضية حيث قتل 14 شخصا... وأما عن 3000 منصب وأسرة الفنادق الممتلئة فهذا لا يحصل إلا في مخيلة كاتب الموضوع، ومن السخف أن يشبه لنا موازين كأنه كأس العالم ونحن جميعا نعلم أن المتفرجين يأتون في الغالب الساحق من دواوير الرباط وسلا وتمارة في الهوندات والبيكوب لمشاهدة بعض السهرات في الهواء الطلق محلاة ببعض كؤوس الجعة... وهؤلاء هم الذين يحزنون لالغاء موازين ويسعون لتفجير أرغانة وليس أصحاب اللحى المساكين.. كان بودي إكمال الكتابة، ولكن الكذبة الكبرى هي التي أوقفتني.... أقسم بالله أن بطلة القصة السابقة آمال.. غير موجودة. بل هي مجرد شخص وهمي ابتكره واحد من الطبقة العاهرة التي تسعى لتخريب المغرب وتفجير مقاهيه، حتى يلفت الاهتمام عن ما تحقق بفضل 20 فبراير من حراك سياسي حقيقي وإصلاحات قادمة.

    ردحذف
  3. أريد خبزا لا لشاكيرا؛وإذا كانت سيادة الكاتب تدافع عن حق إبنته المدللة في الإستماع لشاكيرا و الرقص على أنغام موسيقاها، فملايين المغاربة يحلمون يوما بأن يتناولو سندويش كفتة أو بعض القمرون.
    أبناء 20فبراير ليسوا ضذ الفن و الترفيه و المهرجانات الصاخبة؛ لكنهم ضذ من ينهب خيرات البلاد و العباد بأسم الحداثة و الإنفتاح وما ما جمعية "مغرب التفاهات" إلا واجهة من واجهات النهب و السلب و المحسوبية في ما تدعون أنه تشغيل 3000شخص لمدة شهر.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بؤس الصحافة: سمبريرو العالمي وكاغيد الأحداث المغربية

لماذا أنا مسلم غير ممارسpourquoi suis je un musulman non pratiquant

الأكراد يرفضون عرض الداعشية العلمانية...

رسالة للصديقة سناء العاجي.....أو حين يزهر شجر اللوز رغم صقيع اللغة

الأميرة و الوحوش......و خرفان الحداثة

المعادلة الصعبة